يرتبط رمضان في زماننا برنّات ونغمات وموسيقى خاصّة.. وهو أمر وإن كنت لا أحبّه لأنّه يخرج برمضان من شهر لله وشهر للإخلاص وللعبادة إلى شهر للطّرب والنّشوة الدّنيوية الزّائفة الزّائلة..
لكنّ ما شدّ انتباهي أكثر من ذلك وأبعد.. هو عجز الخطاب الدّيني عن مواجهة طغيان الموسيقى في كلّ مناحي الحياة.. حتى تغلغلت في قلب عباداتنا وشعائرنا.. فصار لرمضان رنّة.. وللعيد رنّة.. وللحج رنّة.. وللمولد رنّة.. بل وجعلنا للصّلاة أيضا رنّة..!؟
وممّا زادني قلقا وتيها.. أنّي أصبحت أرى أتباعا لدعاةِ كانوا بالأمس يحرّمون كلّ أنواع الموسيقى بمناسبة وبغير مناسبة ويرونها فجورا وفسقا وإن كانت مديحا في عرس..!! أراهم اليوم يتابعون مسلسلات فيها خمر وعشق.. وتغنّ بأغاني الرّاي.. ورقص وتمايل..
لست أدري أيّ سحر لآلات الطّرب مكّنها من غزو قلوبنا وعقولنا وكلّ معيشتنا.. حتّى صرنا لا نتصوّر لحظات من السّكون والهدوء والسّكوت.. وإن قدّر الله وكانت، رحنا نُدَندِنُ بأفواهنا وألسنتنا حتى نكسر حاجز الصّمت..
وكأنّنا لانريد أن تخلوا أي لحظة من عمرنا من الموسيقى.. حتى ولو كانت تصويريّة بحتة ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق