"يا حسراه على يامات زمان.".؟؟!! إنّها أيّام الخير والبركة والعافية!!؟؟ أصبحنا نَحِنُّ إلى طغيان واستبداد حكّام الماضي لأنّ حكّامنا اليوم أشدّ بأسا مع هوانهم وذلّهم أمام الأعادي.. وأصبحنا نَحِنُّ إلى صحّة زمان على قلّتها وتأخّرها لأنّ الطّب في زماننا أصبح قاتلا مع نقص فادح في الأخلاق والضّمير.. وأصبحنا نَحِنُّ إلى عُريِ زمان وقصير ومكشوف زمان لأنّنا اليوم نرى عُريا أشدّ عُريا من العُري نفسه.. أصبحنا نَحِنُّ إلى أغاني زمان وهي هي الأغاني الماجنة والفاسقة لأنّ أغاني اليوم لا أخلاق فيها ولا معنى ولا طرب ولا شيء أصلا..
وكأنّ المكتوب علينا هو العيش في السّيء أو الأسوء وليس لنا إلا الاختيار بينهما.. وكأنّ الدنيا لا صلاح فيها ولا حسن أبدا..
عندما تتعوّد النّفس على القبول بالدّنيء ولو وجد ما هو أدنى منه فقد فقدت كرامتها وحياتها.. أن تواجه النّفس شظف العيش وسوء المعاملة وفساد الحال وتحيى رغم ذلك برأس شامخ وقلب عازم على التّغيير محبّ لما هو خير وأفضل وهي مطمئنة لقضاء الله فذلك هو الرّضا المحمود عند الله.. أمّا أن ترضى بالسّوء وتضحك للفاسدين وتبرّر للظّالمين فهذا هو الذّل الذي لا يرضاه شرع ولا يقرّه دين ولا تبقى معه مروءة أو حياة..