كلنا نشاهد هذه الأيام مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبغض النظر عن جواز تجسيد أشخاص الصحابة وما قاله أهل العلم والاختصاص في ذلك، فإن المسلسل مساهمة حقيقية في تقريب تاريخنا من الناس بطريقة عصرية وبلغة العصر.
ورغم النقائص التي يمكن أن تشوب العمل من بعد الممثل المختار للدور عن الثابت من التاريخ حول مواصفات الخليفة الثاني، وديانته التي تمثل مساسا بمشاعرنا نحن المسلمون، وضعف الللغة المستعملة والتي هي بعيدة كل البعد عن لغة العرب أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأشياء أخرى كثيرة..
رغم كل هذه النقائص،فإن العمل يحاكي الاريخ أكثربكثير من الأعمال المصرية التي لطالما صورت لنا التاريخ على أنه فنتازيا ألف ليلة وليلة، وعلى أنه منامات وخيالات. كما أن حسنة العمل هي تقديمه بمؤثرات تسموا به للعالمية، وتجعله أقرب للمشاهدة من أبناءنا الذين نشؤوا في مجتمع ووقت لا مكان فيه للقراءة، وهم بأمس الحاجة لكثير من هذه الأعمال بدل الاشتغال بإنتاج أعمال تكرس الغزو الثقافي وتعريفهم بحياة لا علاقة لهم بها، ولا تصلح لهم أساسا.