الزعامة

صديقنا "كريم" له طباع غريبة، هو ليس صديقنا جدا، لكنه لا يفارقنا أبدا، فاعتبرناه صديقا. يصر ويلح إلحاحا أن نجلس في المقهى الذي اختاره هو، ويريدنا أن نطلب المشروبات التي نريدها، وأن نشتري الجرائد التي يختارها هو! مع العلم أنه لا يقرأ ولا يكتب؟!
هو لا يفرض علينا شيئا، لكنني أتذكر أنه بعد سنة أو سنتين، اشترى أحد الأصدقاء جريدة لم يخترها "كريم"، فخاصمنا لمدة شهر، ولا أحد فينا يقدر على خصام "كريم".
"كريم" لا يحب الزعامة، لكنه نصوح وشفيق، ومحب! ونحن نحبه لذلك، فرغم أن جلوسنا في المقهى مضيعة للوقت، وشراؤنا للجرائد كذلك، مع العلم أننا لا نقرؤها، لكن أمهاتنا يطلبنها للف السلطة والحشائش، ورغم أن أمهاتنا يحضرن القهوة والشاي، إلا أننا نطلبها من المقهى، لأن "كريم" لا يحب أن يجلس في المقهى دون أن يطلب شيئا.
وفي يوم ما، ربما في السنة الماضية أو القادمة، قررنا أن نغير الأوضاع، فلا معنى لإهدار المال في المقهى لأجل "كريم"، ولا معنى لشراء جرائد لا نقرؤها!
لقد قررنا أن نتغير..
وعزمنا على ذلك..
من اليوم فصاعدا..
سنترك مقهى "كريم"..
.. وسنجلس في مقهى آخر..!

تواصل

لغة الإشارة
تعرفت على أناس بسطاء، رغم تعقيدات حياتهم، مبتسمين على الرغم من قسوة أحوالهم، يعملون بدون مقابل في سبيل إسعاد شريحة من المجتمع نسيناها، وابتعدنا عنها، حتى صارت مجتمعا آخر لا علاقة لنا به.
إنهم أناس يعطون بدون مقابل، ويبذلون الجهد الكثير على الرغم من قلة ذات اليد، وصعوبة التواصل فيما بينهم. رأيت فيهم صبر الأنبياء، وكرامة الأولياء، وقناعة الزهاد، وغنى الحكماء.
أعمالهم بسيطة، يعلمون من أراد لغة ليست كباقي اللغات، حروفها إيماءات، كلماتها حركات، وجملها أحاسيس وتعابير، يستقبلون أناسا رفض المجتمع قبولهم في الجامعات، ليعبروا عن أنفسهم، ويبدعوا أفضل من أصحاب الجامعات..
وكل ذلك في صمت، اختاروه هم، أو اختاره لهم القدر.
إنهم أعضاء جمعية تواصل، تحية لهم خالصة على إبداعهم!

Votre écriture parle

Votre écritue parle
  Chacun d’entre nous est curieux de transpercer les mystères de l’autre, notamment de déchiffrer tous les traits de sa personnalité. On a tendances à croire que ceci n’est possible que si on est dans le domaine du psyché, de la psychiatrie, ou de la psychologie..
  Mais il s’avère qu’il est possible de le faire si on se spécialise dans la graphologie. La graphologie est une science humaine qui tend à analyser les traits de personnalité via l’écrit. Elle va même au-delà de ceci, en nous donnant des perspectives sur notre avenir se basant sur nos traits de personnalité recueillis.
  "... Les sciences de l’expression est parmi elles la graphologie font parler d’un même ensemble et marcher d’un même pas ..."

ثلاث إمضاءات للذهاب لدورات المياه

لفت انتباهي عنوان بإحدى الصحف، ولست أدري أهو خبر صحيح جاد أم طرفة من طرف شباب اليوم؟ يقول الخبر أنه ولتفادي الغش في الامنتحانات سيطلب من كل طالب أراد التوجه لدورات المياه لقضاء حاجته أن يحصل على الموافقة من ثلاثة حراس!؟
ولك أن تتصور الطالب وهو في الامتحان، يصارع الأسئلة والمسائل، ويصارع الاحتقان في بطنه أو مثانته، يطلب الإذن من الحارس تلو الحارس، ليتشاورا بينهم، ثم يقرروا إن كان يجوز له الخروج أم لا؟ وإن لم يكن كذلك، فسيطلب من حارس واحد ذلك ثم يقوم هذا الحارس بعقد اجتماع أثناء الحراسة للمداولة حول احتقان الطالب! ولك أن تتصور إن كان هناك أكثر من طالب؟ وهل سيؤذن لطالب دون آخر؟ وهل يحق لمن رفض طلبه بالطعن في القرار؟ ومن سيطعن؟ -عفوا- أقصد إلى من سيطعن؟؟ والأرجح أن نتيجة الطلب ونتيجة الطعن ستسلم للطالب مع كشف نقاط الامتحان!!
ثلاث أذون كتابية لتفريغ الاحتقان
والسؤال الذي يؤرقني ولا أجد له جوابا.. على ماذا سيعتمد الحراس في تحديد الإذن من عدمه، وهل ستزود كل قاعة بطبيب يجري فحصا آنيا ومعمقا لمعرفة مدى صدق الطالب في احتقانه، وهل المثانة ملأى حقا أم لا؟؟؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة، هي أصعب من أسئلة الامتحان نفسه.. لقد انتهينا والحمد لله من كل مشاكل التعليم من برامج وهياكل ومؤطرين، ولم يتبقى لنا إلا تنظيم خروج الطالب إلى دورات المياه بأذون كتابية!
عفوا، ولكني نسيت أهم سؤال في الموضوع : هل هناك دورات مياه حقا في مؤسساتنا يخرج إليها الطلبة دون أن يخاطروا باحتقانات أخرى والتهابات؟ 

لكي تنجح.. لا تكثر، ولكن داوم

خير الأعمال أدومها وإن قلت
إن السيل العرم إذا فار وفاض لا يحرك الصخرة الصماء، بل هي من تغير وجهته وترسم له الطريق في الأرض، لكن هذه الصخرة ذاتها تتصدع وتنشق بمداومة قطرات بسيطة وخفيفة من الماء تتابع عليها فترة من الزمن. وذات هذه الصخرة تفلقها بذرة ضعيفة ضئيلة، تمد كل يوم ميليميترات من الجذور والسيقان، فقسمها نصفين أو أنصافا!
إن المداومة والإصرار على شيء، وإن كان بكمية ضئيلة وبسيطة يحقق المعجزات، ويكسر حاجز المستحيل. وليس أجدى لتحقيق الأهداف وتغيير عقليات الناس، وأوضاع المجتمع، وحال الأفراد من تراكم الأعمال الساذجة، والأشغال البسيطة.
فليس من الحكمة أن تقضي يوما أو يومين كاملين في حفظ جزء من القرآن، أو مراجعة درس من الدروس، أو إنجاز شيء من البناء، ثم تنقطع عن ذلك لأيام أو أسابيع أو لأشهر.. في حين أنك قد تحفظ أحزابا، وتراجع دروسا، و تنشئ أعمالا عظيمة إذا تراكمت لديك آية أو آيتين تحفظها كل يوم دون انقطاع، أومعلومة أو اثنتين تطالعها كل ليلة بانتظام، أو لبنة تضعها كل صباح باستمرار.
إعلم علم اليقين أن أجدى الأعمال أدومها وإن قلت، وخير الطعام ما طبخ على نار هادئة، تنضجه ولا تحرقه. فحاول قدر المستطاع أن تنجز أعمالك على مهل، وبوتيرة لا تجعلك تمل وتضجر، وداوم عليها وسترى نتائج تبهرك وتدهشك!

الامتحانات

اقترب موعد الامتحانات، وأصبح الجميع جادون، وهم لا يليق بهم الجد بتاتا، روميو وجولييت يجلسون معا دائما، لكنهم في هذه الأيام يدرسون فقط (أو هكذا نعتقد!)، يراجعون دفاتر "بقاق" المجموعة.. لأنهم لا يحضرون الدروس لأسباب تقنية!؟ لا أحد يحضر الدروس بانتظام إلا ثلة من "البقاقين" و"الأنانيش" والـ"معقدين".. وهذا حال الدنيا.. أما "القافزون" و"المتحلبون" فينتظرون اقتراب موعد الامتحانات ليطالبوا يتأجيل موعدها ريثما يسترقون السمع من "بقاق" أو "أنوشة" أو "معقد"..
لا أحب الامتحانات، لأنها تجعلنا نتظاهر بالجد، ونعتقد أن الدنيا لا تزال عادلة: من جد وجد ومن زرع حصد! مع أننا نرى الحصاد بدون بذر والناس تجد بلا جد ولا كد.
الامتحانات
علينا مراجعة نظام الامتحان، ونظام القبول، ونظام الانتقال.. سمعت أن أطفالا في سن العاشرة يمتحنون أيضا، ويطلب منهم كتابة الاسم واللقب على ورقة الإجابة، وأن هناك أوراقا ملغاة! جيد أن نربي أطفالا على "الإلغاء".. والواضح أنهم يرتبون أيضا من الجيد إلى الأسوء.. طبقية في سن العاشرة..
كل امتحان وأنتم بخير.

عن الشهادات في بلدي

لطالما انبهرت من تسميات الشهادات بدرجاتها، مهندس، ليسانس، ماجيستير، دكتوراه، وحتى الباكالوريا. ذلك أنه في زمن مضى، كان حامل الشهادة الإبتدائية يحمل من العلم والفكر ما يجعله يربي جيلا! ثم أتى علينا زمن صار حامل الشهادة الثانوية أو الباكالوريا يدير مدرسة ومؤسسة بامتياز.. لننتقل إلى مهندسين بنوا مؤسسات وأداروا شركات كبرى..
ونصل اليوم إلى زمن صار فيه حامل الدكتوراه مطالب بالتصديق على شهادته من الجامعة، لأن الشهادات تزور، وصار فيه حامل هذه الشهادة يعاني من البطالة!؟ أي والله! دكتور بطال!!؟؟ وأصبحنا نسمع عن راقصة حاملة للماجيستير؟ وأضحينا نرى ساقطين وساقطات يرتادون الجامعات..
فمن المسؤول عن هذه المهازل يا ترى؟ أهي العائلة التي أسقطت من قاموسها مفاهيم الفكر والعلم والمنطق حتى صارت الدراسة والشهادة بعيدة كل البعد عن هذه المفاهيم؟ أم هو التلميذ والطالب الذي صار يتعامل مع العل والتعليم بمنطق السوق بما يعتقده من شطارة وألاعيب؟ أم هو المعلم والأستاذ والمربي الذي أصبح يمرر كل شيء، ويقبل من المدرسة والجامعة بكل شيء، وأخلى عقله وروحه من واجبات العالم والمعلم؟ أم هو المجتمع والنظام الذي أفرغ العلم والتعليم من كل معنى، وجعل الشهادة رداءا للغث والسمين، وأضحى توزيع الشهادات كتوزيع السكن، يخضع للكوطات وللضغط الإجتماعي؟
لقد ضاع زمن الشهادة، منذ ضاعت الشهادة.. واللبيب بالإشارة يفهم.

لكي تنجح.. اخسر لنفسك خير من أن تنجح للآخرين

أول المحذورات التي نقع فيها دون أن نعبأ في طريقنا للبحث عن النجاح والسعادة هي الاغترار بالآخر، فكيف ذلك؟
إن رؤيتنا للآخر دائما ما يشوبها إحساس غير سوي بالغيرة والحسد والانبهار، إحساس يزيد وينقص من شخص لآخر، ويدفعنا أحيانا إلى محاولة التلبس بما وصل إليه وفعله هذا الآخر لا لقناعتنا بصوابه، بل لفائدة جانبية جناها هو من مديح الناس، أو مصلحة حصل عليها، أوميل نفوسنا لصفة خلقية فيه لم يأت بها هو، وإنما وهبت له كجمال وحسن صوت.
وهذه المحاولة لتقليده ومحاكاته تصبح بمرور الوقت هدفنا ومسيرتنا، ونربط نجاحنا بمقدار تشبهنا به! وغالبا من نفشل في ذلك، فنسقط في دوامة من لوم النفس أو المغالاة والمكابرة والإصرار على الخطأ، فنخسر أكثر مما كنا نطمح لتحقيقه.
إن النجاح لا ينبغي أن يدفعه شيء غير رغبتنا في العيش بسلام مع ذواتنا بالدرجة الأولى ومع محيطنا إذا استطعنا لذلك سبيلا. فلأن نخسر لأنفسنا خير من أن ننجح لغيرنا، إذ يكفينا شرف المحاولة، والشعور بالانتماء لما نؤمن به.

بائع المطلوع

أركب سيارتي، وأتوجه إلى شاطئ أو غابة أو بحيرة. . أقود سيارتي ببطء لتتمتع عائلتي بمناظر الخضرة وحقول القمح والخضر والفواكه على أنواعها.. ونقترب من مكان النزهة والاستجمام ليستقبلنا قطاع الطريق بزي حارس أو مأجر للطاولات أو قابض لأموال الناس بالباطل!
وأمر أحيانا دائما بطفل أسمر أو طفلة ودعت سمات البراءة وهم يقفون أو يجلسون بجانب سلة فيها بضع خبزات أو بيضات، أو إبريق شاي! ينتظرون هذا السائق أو ذاك ليشتري خبزة، أو بيضتين، أو كأسا من الشاي..
هي متطلبات السياحة، والبنية التحتية للاستجمام العائلي، ونحمد الله على هذا، فهو يجعل الرحلة ممتعة وقليلة التعب والنصب، مادام هناك أطفال يهجرون المدارس والرياض، أو يجبرون على ذلك جسديا أو معنويا، ليقوموا على خدمتنا ونحن في طريق المتعة والاسترخاء!
نحن ندفع لهم المال، فهذه الخدمة ليست بالمجان! وأمثال هؤلاء الاطفال موجودون في العالم كله. وعلى كل حال، لن يتقدم قطاع الخدمات في البلاد إلا إذا انخرط فيه الصغير والكبير..
استمتعنا بالرحلة، والمطلوع الذي باعه إيانا طفل أعتقد أنه في السادسة أو السابعة من العمر. ورجعنا ونحن نقهقه على كلمة أو التفاتة أو مزحة صدرت من هذا أو ذاك.. ولكن لا أحد فينا فكر في ذلك الطفل، وهل يصح منا أن نشتري منه المطلوع فنشجعه على التجارة، ونحييه على الطريق الذي هو سائر فيه، أم نحرمه أجر يومه، وندفعه إلى أشياء أخرى.. أم أن الموضوع تافه، وأنا بكل بساطة أحشر أنفي في أمر لا يعنيني!؟؟