مما رأيت في يوم العيد من أخبار آخر الزمان مشهد لن تراه حتى في سكاتشات ما بعد الإفطار. إنه مشهد مضحك مبكي، لا يقوم به إلا من كان أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يقيم حدود الله. ابتليت بأداء صلاة العيد خلف إمام ابتدأ المأساة بتقديم الصلاة عن وقتها بربع ساعة، ففوت الصلاة على أكثر الناس من المعذورين والمخلفين ليتحف آذاننا بعد ذلك بخطبة عصماء ليس للعيد فيها نصيب إلا قوله "هذا يوم عظيم" ؟!؟!
ليشرع بعدها في الوعيد من عذاب القبر وعذاب الآخرة مزاوجا التكبير بالبكاء والنحيب.. والناس بين غافل عن الخطبة أصلا –وما أكثرهم– وقلة مذهولة تراجع بعضها عن المقام أهو عيد أم تشييع. وهنا يأتي المشهد السينمائي الرائع للكمبارس الصامت الناطق.. شخص عليه وقار وجلباب أبيض وعمامة بيضاء يخرج من المسجد إلى بابه ويجلس في الظل منصتا للإمام أو هكذا يبدو.. ولكن.. آخذا في إشعال سيجارة ومن ثم التدخين وطأطأة الرأس تجاوبا مع الإمام في خشوع وخنوع..
فأين الخلل يا ترى، أفي هذا الإمام الذي يتفنن في تعذيب مأمومه بخطبة غير مفهومة أصلا وخارجة عن المقام وفارغة عن المضمون؟ أم في المأموم الذي تتجاذبه السيجارة والخطبة فيجمع بين الدليلين فينصت للإمام ويدخن عند باب المسجد رفعا للحرج؟ أم لباقي المأمومين الذين ارتضو لأنفسهم إماما كهذا ومأموما كذاك؟