كلّ شيء صار يُنسب إلى رمضان.. فبعد الحلويّات الرّمضانيّة كالشَّامِيّة والزّلابيّة وأصابع القاضي، والأطباق الرّمضانيّة كالسَّفَّةِ والحَرِيرَة.. جاءتنا ريح عاصف بالبرامج الرّمضانيّة والمسلسلات الرمضانيّة والسّهرات الرّمضانيّة..
واستوقفتني سهرة رمضانيّة بعينها لم أجد ما أُعلِّق به عليها أبِالكتابة أم بالإشارة أم بالسبّ أم بالصيّاح وشقّ الجيوب!! رأيت ولست أدري حقيقةً أم مناماً أن شُبَّاناَ اجتمعوا واكتَرَوا قاعة عظيمة لمشاهدة مباراة بين الرّيال وليفربول.. إلى هنا قد يكون الأمر عاديا، ولو لم يكن! لكنّه في زماننا، أصبح عاديا.. ثم أدركت أن الاجتماع نظّمته رابطة مشجّعي ريال مدريد!!.. هل جاء الإسبان للتّبادل الثّقافي معنا عن طريق رابطة مشجّعي كرة القدم.. كلاّ! هل هناك جالية إسبانيّة مقيمة في الجزائر تشجّع فريقها الملكيّ.. لا! إنهم جزائريّون فقاقير مَكَادِيح.. أسّسوا رابطة في الجزائر لتشجيع النّادي الملكي؟!؟! أي والله.. رابطة برئيس وأعضاء لتشجيع نادٍ لا تربطنا به أي علاقة.. لا دين.. ولا وطن.. ولا لغة.. ولارنَاكَة!
وفوق هذا وذاك تفنّنت عدسات الكاميرا في تصوير فتيات متبرّجات مائلات مميلات بأقمصة النّادي الإسباني وأعلامه.. وربما لا تعرف إحداهنّ أين تقع إسبانيا من الخريطة..
إنّه زمن التّفاهة والهوان على أنفسنا.. شباب بعمر الزّهور همّهم في حياتهم تشجيع النّادي الملكي.. والله غالب على أمره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق