المسجد.. منارة علم وليس مفاخرة أصوات وقراء |
ومما يُبكيني ويُضحكني أننا صرنا في زمننا هذا نَتَدَيَّنُ من باب العادة والتقليد.. بل وحتى من باب الفلكلور..
ولقد أصبحنا نتعامل مع ديننا وهو الحق كما يتعامل النصارى واليهود مع دينهم وهو الباطل.. بل وربما وجدنا في المتدينين منهم ما لا نجده للأسف عندنا..
لقد صرنا نتعامل مع الإمامة والصلاة كُلَّ مُعاملة إلا معاملة الصلة مع الله والعبادة، وصرنا ننظر لصلواتنا على أنها أصوات شجية، وصراخ وعويل على المنبر، وبكاء ونواح في المحراب؟!
فلقد ابتلينا في حَيِّنا بإمام زادت منه شكوى الناس، وتضجرهم وتظلمهم.. لماذا؟.. لأنهم لا يفقهون من قوله شيئا على المنبر، ولأنه محدود الصوت ولا يطرب أهل الحي إذا غنى.. عفوا! إذا صلى..
فكان الحل أن بايع أهل الحي شابا جهوري الصوت عذب المقام والمقال، وشجي الألحان..
وهو رغم لحنه في القرآن صوتا ومعنى، وغلطه في اللغة من على المنبر بما يصل لحد الكفر.. إلا أنه أسر قلوب المصلين، وجعل المسجد يفيض بالمصلين يوم الجمعة..
وهو مع هذا يطيل القراءة والترجيع حتى يلحن في القرآن فيتأذى المريض والمسن فلا يقدر على تمام القيام.. ولكن مهلا.. يحدث هذا في الصلاة الجهرية فقط..!؟
أما في الصلاة السرية.. وفي قراءة التشهد.. وفي صلاة الجنازة التي من شأنها إخلاص الدعاء للميت.. تجده كالسهم فلا تكاد تحمد الله حتى يفاجئك بالتكبير أو التسميع فلا تجده إلا وقد سلم..
هذا هو إمام حينا.. فخور بصوته جواد به على المصلين.. بخيل عليهم ببعض الوقت للدعاء..
هو حال مسجدنا.. وحال عبادتنا.. من صلة للعبد بربه.. إلا منبر للأصوات ومفاخرة بالقراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق