هذا مثل من أعماق المجتمع الجزائري: البحر يلتهم الناس ليغرقهم، وهم يقولون ما أحلى بروده! ذكرني به متدخل على القناة الإذاعية الوطنية في برنامج "واش نحكي وواش نخلي" والذي كان مخصصا للحديث عن الشكارة (أي المال) وما تفعله في الناس.. وعلى العموم هذه المقدمة ليس لها علاقة بموضوعنا!
إنما وجدت المثل معبرا عنا بكل جزئياتنا وتفاصيلنا.. إذ نتلذذ بواقعنا وحالنا ونشكر أنفسنا ويجامل بعضنا بعضا على أمانتنا وإخلاصنا وتقوانا وصدقنا وكل المحامد ما ظهر منها وما بطن -المحامد التي نحلف أنها لم تعد موجودة في أيامنا هذه! ونعتقدها في أنفسنا جمعا بين النقيضين!- ونعتقد أننا غير مكلفون بغير ما (لا) نفعله، وأن خطابات الشرع من محاسبة النفس وتلمس زلاتها وعدم اتباع الظن في إخواننا والنظر في أعمالنا وذواتنا قبل إعمال النقد والمحاسبة في غيرنا، وتلمس الأعذار لإخواننا كما نتلمس الأعذار الواهية لأنفسنا.. كل هذه الخطابات قد أعفينا منها فلا تكليف لنا بها.. وفوق كل هذا تعتقد الرفعة والعصمة والكمال والولاية أيضا؟؟ ولست أدري إن كان جهلا أم تجاهلا أم استحمارا للذات وللغير؟ إذ كيف نكون على هذا المقام العالي ولم يتأثر بنا المحيط إلا نقصا وانتقاصا، وكيف يتسلل الماء إلى عقر دارنا، وكيف نعتقد أننا قد أدينا واجبنا ونحن لا نخاطب إلا أنفسنا ولا نخاصم إلا أنفسنا؟ فهل سنستفيق حقا يوما من هذه الغفلة الميت اهلها؟ إنا لله وإنا إليه راجعون..
إنما وجدت المثل معبرا عنا بكل جزئياتنا وتفاصيلنا.. إذ نتلذذ بواقعنا وحالنا ونشكر أنفسنا ويجامل بعضنا بعضا على أمانتنا وإخلاصنا وتقوانا وصدقنا وكل المحامد ما ظهر منها وما بطن -المحامد التي نحلف أنها لم تعد موجودة في أيامنا هذه! ونعتقدها في أنفسنا جمعا بين النقيضين!- ونعتقد أننا غير مكلفون بغير ما (لا) نفعله، وأن خطابات الشرع من محاسبة النفس وتلمس زلاتها وعدم اتباع الظن في إخواننا والنظر في أعمالنا وذواتنا قبل إعمال النقد والمحاسبة في غيرنا، وتلمس الأعذار لإخواننا كما نتلمس الأعذار الواهية لأنفسنا.. كل هذه الخطابات قد أعفينا منها فلا تكليف لنا بها.. وفوق كل هذا تعتقد الرفعة والعصمة والكمال والولاية أيضا؟؟ ولست أدري إن كان جهلا أم تجاهلا أم استحمارا للذات وللغير؟ إذ كيف نكون على هذا المقام العالي ولم يتأثر بنا المحيط إلا نقصا وانتقاصا، وكيف يتسلل الماء إلى عقر دارنا، وكيف نعتقد أننا قد أدينا واجبنا ونحن لا نخاطب إلا أنفسنا ولا نخاصم إلا أنفسنا؟ فهل سنستفيق حقا يوما من هذه الغفلة الميت اهلها؟ إنا لله وإنا إليه راجعون..