والإعلام في وطننا العربي والإسلامي عموما، وكباقي الإعلام العالمي، أصبح يضبط شبكته السّنوية على المناسبات، وأهمّ هذه المناسبات شهر رمضان.. ومن هنا يتجدّد الجدل حول موافقة ذلك لروحانية هذا الشّهر بين قولين..
فهناك من يدافع عن ذلك بأنّ هذا الشّهر يكاد يكون الشّهر الوحيد الذي تجتمع في الأسرة حول الأكل وحول التّلفزة، فكانت الفرصة لتقديم البرامج والتّنافس فيها لتحقيق أعلى نسب المشاهدة.. ولكنّ هذا القول يقابله أنّ هذه الحقيقة لم تعد قائمة في ظل الهواتف الذّكية النّاقلة للغباء، فبمجرّد انتهاء الفطور وربّما قبل انتهاءه، يسارع كلّ واحد منّا إلى محموله أو إلى جوّاله تاركين التّلفزة للعجائز إلّا بعد منتصف اللّيل قبيل النّوم.. ويقابله أيضا أن البرامج المعروضة في رمضان لم تعد عائليّة البتّة، بل عبارة عن شتائم وسباب في الكاميرا الخفيّة، وعري وقبلات في المسلسلات، وأطباق بالجمبري والكيوي لشعب يعيش أغلبه في فقر وعوز.. والله غالب على أمره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق