سحر المعصية

للمعصية سحر يَلُفُّ النّفس ويَجذِبُها إليها، فهو كالسّوط تُسَلِّطُه المعصية على العبد تَلُفُّ به رَقَبته وتَشُدُّه إليها شدّا شديدا لا يستطيع معه الفِكَاك.. هذا السّحر هو الرّسول الخفيّ للمعصية والمقدّمة لها، قد يكون في المعصية ذاتها، وقد يكون عندها أو بقربها، وقد يكون في قلبك ونفسك أنت..
فالخاطر الذي يجول في فكرك ليذكّرك برنّة وَتَرٍ، أو بنسمة عطر، أو بجديلة شعر، أو برعشة أو بخفقة أو بنشوة، كل هذا من سحر المعصية التي يلقيه الشّيطان في قلبك فتَتَلَقَّفُهُ النّفس وتجترُّه مرار وتكرار حتى يملك فؤادك ويُغَيِّبَ عنك عقلك فتهوي في المعصية وتغرق في لذّتها.. ثم لا تستفيق إلّا وقد ذهب السّحر ومعه غشاوة القلب وبقيت الحسرة والنّدامة..
والنّظرة الأولى أيضا من سحر المعصية، كذلك الحنين إلى صوت أو إلى وجه أو إلى لمسة، كل هذا من سحر المعصية..
الرّخام والخشب الزّان والأواني الفاخرة والسيارات الفارهة هي أيضا من سحر المعصية..
كلّ لذّة أو شهوة أو عجب يقذفه الشّيطان في نفسك أو تهفو هي إليه هو من سحر المعصية.. فإمّا أن تمسك وتقلع، أو تبحث في الحلال ما يطفئ جمرة هذه النّشوة، أو تهوي في النّار وأنت غافل سكران لن يوقظك إلا النّدم أو الموت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق