رأس السنة الهجرية

يحل علينا اليوم موعد جديد مع التاريخ.. التاريخ بمعناه الواسع والضيق.. موعد جديد، وامتحان قديم جديد، بنفس السؤال.. ماذا قدمنا؟ وإن كان رأس السنة الميلادية يسائلنا قهرا أو طوعا عن الدنيا وما فيها.. ماذا حققنا من أرباح؟ وماذا أدينا من ضرائب؟ وماذا كان حال امتحاناتنا.. و.. هذا حال الرؤوس الميلادية، فما حال الرؤوس الهجرية؟ للأسف، لقد استنسخ المسلمون هذه الحال، فصار العام الهجري لا يذكر أصحابه إلا بالمال، مال الغني الذي وجبت فيه الزكاة مع أن الزكاة تجب بالحول متى ابتدأ! ومال الفقير لدى الغني فترى السائلين يحتفلون بالعام الهجري بحصائر عند أبواب المساجد.. ونسينا أو تناسينا أن كل عام هجري قابل يطوي عاما هجريا كاملا وراءه.. فهل أدينا حق السالف حتى نحتفل بالآتي؟ هل قمنا بحقوق الأشهر الحرم، أم أن معاصينا الكبرى –بالصدفة– كانت في هذه الأشهر المعظمة؟ كم جمعة أدينا بحق من جمعات هذا العام؟ هل أدينا حق رمضان السالف وكنا من عتقاءه؟ هل رجع حجيجنا حقا مغفورين مبرورين؟ ما هي حصيلة الفرد والأمة من العام الفائت؟

ثقافة اللباس

عبر مر الأزمان، كان اللباس ثقافة وتعبيرا عن الذات والمجتمع والميولات والأفكار. وإن كان الأصل فيه ستر العورة –عند من يعترف بما يسمى العورة– وتقية البرد والحر، إلا أن اللباس عبر دائما عن أوضاع الناس ومقاماتهم، وثقافاتهم، وحتى سلوكاتهم.
فاليونان عبدوا الجسد وجماله فأبرزوا أكثر مفاتنه، والفرس عشقوا النور والنار والمعادن فعبروا عن ذلك في ألوان ثيابهم وأثقلوها بالحلي والمعادن، وأجدادنا حملوا أقمشتهم كل ألوان الفرح والتفاؤل والبهجة.
وفي العصر الحديث حمل التحرر إلينا ألبسة عارية عنوانها الشفافية، ثم ألبسة ساقطة عنوانها الباب المفتوح.. ومع كل هذا فللباس دوما معنى وقصد وتعبير..! لكن الملاحظ أحيانا في أيامنا هذه، ألبسة لا لون ولا طعم ولا ريح لها! فأنت تشاهد خمارا سابغا و جبة مرسلة ويدين مكشوفتين!؟ أو يدين مستورتين وشعرا مأتزرا وتنورة إلى نصف الساقين!؟ ثم ترى فتيات في محلات العلم بلباس الحمام؟! وفتيانا معهن بشباشب وشحاطات ونعال الجاهلية؟! عدا عن الملابس الداخلية التي صارت ترتدى فوق القمصان؟! فيا ترى.. ما تعبير هذا وما دلالات ذلك!؟؟