النجاح هو تحقيق المأمول! وفيه تنافس المتنافسون تنظيرا وتأطيرا.. والكل يدعي أنه أحاط به علما وتحقيقا. ومن التعريف المذكور ندرك أن النجاح نسبي، متعلق بالأمل، خاضح لطبيعة النفس، أو ما يسميه العلم الحديث "الشخصية".
وعلى مفهوم النجاح انقسمت البشرية إلى يوم الدين، فكل مخلوق على وجه الأرض -إنسانا كان أم حيوانا وربما حتى النبات- له ما يأمله ويطمح إليه ويحقق فيه راحة تجعله يعيش في سلام مع ذاته ومحيطه. فنجاح البعض في الشهرة، والبعض الآخر في المال، والبعض الآخر في تحطيم الآخرين! ولسنا هنا بصدد تصويب زيد وتخطيء عمرو. وإن كان الحق لا يمكن أن يتجزأ حتى يكون الكل على صواب. وإنما نحاول تسليط الضوء على المفهوم بعمومه.
فلا ينبغي لنا إذا إطلاق وصف النجاح مجازا وجزافا على الناس، فمن نظنه ناجحا بمقياس من المقاييس، قد يكون خاسرا بمقياس أو مقاييس أخرى. والمقياس الرئيس في هذه الحالة هو الأمل، وإذا أردنا الدقة: الهدف المسطر في البداية.
إذ النجاح والخسارة مفهومان متعلقان بمسيرة وامتحان واختبار. ولكل مسيرة وجهة، ولكل اختبار وامتحان جوابا. فالناجح هو من وصل للوجهة التي أرادها واضع المسيرة وأقام الجواب الصحيح المخفي وراء الامتحان.
ولك أن تحصل على ما شئت من كتب ومراجع ودروس ومحاضرات تتكلم كلها عن النجاح، وكيف ننجح. ولسنا هنا في مورد الزيادة والمزايدة على الآخرين. إنما نحاول لملمة القليل من هنا وهناك، بما ارتأيناه ضروريا وأساسيا في هذا الموضوع من باب أن كل عاقل يبحث عن النجاح. وسنبدأ عكس العادة بمحذورات الفشل بدل وسائل النجاح فنسوق بعض المحذورات التي نقع فيها أحيانا عند بحثنا عن النجاح، فتحيل أيامنا إلى جحيم من الفوضى والتذبذب والفشل الذريع.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق