كورونا الطبيعة

Résultat de recherche d'images pour "كورونا خفافيش"كما جعل الله لنا سنّة بيننا سمّيناها التّدافع.. فإنّه قد جعل لنا مع الطّبيعة التي خلقها سننا منها التّسخير والعمارة.. وهذه السّنن لا تتأتّى ثمارها إلاّ إذا تعلّم الإنّسان من هذه الطّبيعة.. تعلّم من سكونها ومن حركتها، وتعلّم من ترياقها ومن سمّها أيضا..
فالإنسان بعمومه، والمؤمن بخصوصه وخصوص خصوصه مطلوب منه بذل العقل وآلته والنّظر وطرائقه لفهم سنن الله في الكون، والبحث عن الأدواء وأدويتها والتّحرز من أسبابها..
من هنا نجد أنّنا قد أخقنا نحن المومنون في فهم سنن الطّبيعة كما أخفقنا في فهم سنن البشر.. وأثبتنا مرّة أخرى أنّنا قد عطّلنا عقولنا وصارت علومنا اجترارا لعلم الآخر بعد انتهاء الصّلاحية طبعا!!
ونجد أيضا أنّ الإنسان قد أخفق أيضا في هذه السّنن عندما وصل بعلمه إلى أدواء في الحيوان والجماد، من خفافيش وخنازير ومجارير.. ثمّ راح يأخذ من هذه الأدواء في طعامه وشرابه وملبسه غير مبال إلاّ بالرّبح الآني السّريع.. فصار الدّاء عضالا أعياه الدّواء..
لقد فشلت البشريّة في الأخذ بالأسباب بعد وصولها إليها.. وفشلنا نحن خصوصا في الوصول لهذه الأسباب أوّلا، ثم تتبّعنا فشل غيرنا في عدم الأخذ بها بعد أن وصل غيرنا إليها..

كورونا الامتحان

Résultat de recherche d'images pour "خلطة للعلاج"إنّ أيّ فيروس ولو كان أقلّ شهرة من الكورونا هو امتحان للبشريّة ولقدراتها على عمارة الأرض والتّكيّف مع هوائها.. وهو امتحان للأمم حول مقدار مساهمتها في الجهد البشري والحضارة الإنسانيّة.. وهنا يمكن أن نرى جليّا الفرق بين الأمم..
فخلف بحار الموت، نجد المخابر والعلماء وآلات البحث والدّراسة.. نجد علوما ومعارف تتقصّى أخبار الفيروس وتطارد بصمته وخريطته الجينيّة بحثا عن العلاج والاحتواء والمصل..
وهنا.. عند شواطئ شهرزاد أين حكايات العشّاق وأساطير السّندباد، نجد إيمان الأغبياء وتقوى العجزة.. تواكل من غير توكّل.. وبحث عن دواء القرن في قصاصات القرون الأولى.. فهذا زنجبيل.. وهذا سانوج.. وهذا ملح على كمّون على فلفل.. خلطات للسّلطات وقد صارت علاجا للكورونا!!!.. دون أن ننسى مكافحة الكورونا بالطّاقة وتوجيه الكواكب السّيّارة والطّيّارة!
هذا هو الامتحان الذي لا ضرورة لإعلان نتائجه.. وربّما الإدّعاء أنّنا معنيّون بالامتحان أصلا لا يجوز وهو سفه وتطفّل..

كورونا الفتنة

Résultat de recherche d'images pour "كمامات"ممّا أبان عنه كورونا في العالم ذلك البون الشّاسع بين المدنيّة والهمجيّة.. ففي حين تصدّت الدّول المادّيّة اللّادينيّة لهذا الوباء بسكينة ونظام، فرأينا طوابير رصينة عند الأسواق، وشاهدنا هذه الحكومات المادّية توزّع الكمّامات والمطهّرات مجّانا على مواطنيها وغير مواطنيها.. ورأينا كيف تأدّب مواطنو هذه الدّول اللّادينية بآداب النّظافة والامتناع عن السّلام والمصافحة وتجنّب التّجمعات وغلق الرّحلات حفاظا على الصّحة العامّة..
من الجانب الآخر الذي نحن فيه! صُعِقنا في بلدنا المسلم الملتزم المتخلّق اللّامادّي بأسعار الكمّامات وقد تضاعفت أربع مرّات في يوم واحد.. ثم فُقدت تماما من السوق؟! وصارت بالمعريفة!! ورأينا أسعار السّلع الاستهلاكية تزداد وتزداد ولم يبلغنا الفيروس بعد.. ونرى النّاس يبوسون بعض ويعطسون في وجوه بعضهم البعض ويَتَدَاوَرُون بينهم السّجائر وفناجين القهوة و"كَالَات" الشّمّة والفيروس قد أبان رأسه وحطّ رحاله! وفوق هذا وذاك استأنفنا الرّحلات مع الصّين المصدّر الأوّل للفيروس..
والعاهة فوق هذا وذاك.. أنّنا نجد هذا طريفا مرحا ومثيرا للسّخرية والضّحك.. كلاّ يا سادة! إنّها الفُروق المنطقيّة الأزليّة بين المدنيّة والهمجيّة.. بين الحضارة التي فقدناها ونحن بعيدين عن استعادتها، والبدائيّة الّتي صُدِّرت لنا فرضعناها وأرضعناها أبناءنا..

كورونا البلاء

Résultat de recherche d'images pour "الفيروس"لا يختلف اثنان ممّن أنعم الله عليهم بنعمة العقل أنّ كورونا وغيره من الفيروسات من البلاء! وأنّ البلاء يقع امتحانا وعقابا.. وأنّه يرفع بالدّعاء والصّدقة..
فلماذا يشمئزّ البعض من هذا الكلام؟ أولسنا في زمن من أقبح الأزمان فجرا وعهرا عبر التاريخ؟ أليس الشّذوذ صار مباحا حلالا في أغلب بقاع الأرض.. وصار مسكوتا عنه عند الباقي.. أليس الرّبا وأكل أموال النّاس ظلما من أرباب البنوك وأرباب المال وأرباب السّلطة صار اقتصادا وسوقا وتجارة عند المسلمين والكافرين على حدّ سواء ؟ أليس حقّ الوصول إلى المرأة صار مكفولا بالدّساتير والقوانين والأعراف؟ وبعد كلّ هذا نقول لما العذاب ولما البلاء؟
لقد جرّت العولمة الحيّز الفردي على الجماعي، وخلطت النّفس بالأهل والأصحاب، وردّت قضايا الأمّة إلى الأفراد وحاجيّات الأفراد إلى الأمّة حتّى صار الفساد طريقه أسهل من طريق الإصلاح لأنّ الشّهوات الشّخصية والجمعية قد تكاثفت واتّحدت وأزّت بعضها بعضا، وأمّا الإصلاح فإنّه قد بقي على حاله في فضاءات متعدّدة وكلّ واحد ينأى بنفسه عن الآخر ويرى الإصلاح فيه هو لوحده..
إنّ أكبر رجوع إلى الله هو أن نحارب الفساد جمعا كما يحاربنا جمعا.. فيجتهد كلّ منّا بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في حيّزه دون أن يسفّه مصلحا في مضمار آخر أو قائما على ثغر ثالث..