لقد كان رمضان فيما مضى.. شهرا يتبارى في الإعلام على تقديم مسلسل عن السيرة أو عن عَلَم من أعلام الأمّة.. وكنّا نرى فيه دروس التّفسير والوعظ.. وبرنامجا واحدا أو اثنين عن الطّبخ بالخضروات والدّجاج إن وُجد!.. أمّا اليوم.. فعجب عجاب ما تراه عيناك.. وإذا كنّا قد تكلّمنا عن أصحاب الرأي الموافق.. فهناك رأي آخر..
وهناك من يقول أن هذا الشّهر إنّما هو شهر العبادة، فكان لابدّ من المحافظة فيه على الوقت للطّاعات والاستكثار منها، بدل تضييعه على المسلسلات والفوازير وكثير من التّفاهات، وإن كان ولا بدّ، فلابدّ من تذكير النّاس بفضائل الشّهر وتأطيرهم لتصحيح صيامهم وحثّهم على الصبر والتّحلي بالحلم في شهر يكثر فيه الخصام والغضب والجدال.. ولا بأس من تقديم أعمال كانت فيما مضى قرينة الشّهر الفضيل من تواريخ الأمم وأخبار الصّالحين وسير العلماء ممّا يثبت في أذهان النّاس الأصول الحقّة للأمّة وتاريخها وأعلامها.. وللأسف، نجد الإعلام عندما يريد أن يجامل أصحاب هذا القول، يسرف في أعمال تاريخيّة تشوه الأعلام بدل أن تعرض لسيرتهم، وتنفّر النّاس من ماضيها بدل أن تعرضه عليها بأمانة، وحتّى البرامج الدينية، أصبحت تروّج لمن يدافع عن إسرائيل بكلمة حقّ يراد بها باطل؟ والله المستعان..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق