من فضائل الشّهر الكريم، أنّه -لمن أراد- يُوَفِّرُ جوّا من السّكينة والهدوء النّفسي، فالأكل مرّتان بدل ثلاث أو أربع، والعبادة مرغوبة من النّفس لذاتها ولاجتماع النّاس عليها، والمعاصي ممنوعة نسبيّا إلا للمُصِرِّ المُلِحِّ إصرار..
من هنا كانت الفرصة مواتية لجعل هذا الشّهر شهر المحاسبة، فكما جعل الله ثواب الشّهر عظيما، وبشّر من قام بحقّه بالمغفرة الشّاملة التّامة، وجب علينا أن نُهيِّئ أسباب هذا القبول بالمحاسبة..
فصفاء النّفس وإقبالها على العبادة وإدبارها عن المعاصي يُورِثُ حدّة في البصيرة ودقّة في النّظر والحكم وجب استغلالها في مراقبة النّفس وفحصها وتقييم الأعمال وتقويمها بدل التّوجه إلى الآخرين أشخاصا وأفعالا..
ليكن موعدك مع رمضان فَحصًا لأسباب الخير والشّر في نفسك، لتأخذ بهذه وتترك تلك.. وتَتَبُّعًا لمسالك الفضيلة والرّذيلة حولك، لتسير في هذه وتجتنب تلك.. وتَقَصٍّ لمواطن الضّعف والقوّة في هِمَّتِك، لتُحَصِّنَ الثُّغُور وتُزَيِّنَ المآمن..
إنّ المحاسبة الجادّة القويمة والسّليمة للنّفس في هذا الشّهر تبعث على الاستغفار الحقيق بالإجابة، وتُحفِّزُ على العمل الذي ما فتئ ينفصل عن الإيمان..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق