طاجين الحْلُو من أهمّ الأطباق المرتبطة برمضان في الجزائر.. فالجزائر في أوّل أيّام رمضان هي عبارة عن ملايين من طواجين الحلو وأطنان من البرقوق والمشمش والمكسّرات..
فأنت تجد أمّهاتنا وأخواتنا وبناتنا منهمكات أوّل أيّام رمضان بتحضير هذا الطّبق، ومعه ألوان أخرى طبعا.. ناهيك عن تقدير الحْرِيرَة وحشو البوراك والمعقودة وتحضير السلطات الورقية والمقدونيّة وغيرها.. وربّما امتدّ نطاق العمليّات إلى العجن.. وزد على ذلك تحضير العصائر.. ويتوّج كلّ ذلك بطاجين الحلو تيمّننا بهذا الشّهر الحلو الميمون عندنا وعند المسلمين أجمعين..
في خضمّ هذا الهرج والمرج.. نجد بعض النّساء وقد دخلن المطبخ قبيل الظّهر لا يغادرنه إلا قبيل المغرب بقليل منهكات.. وإذا سألنا عن أصل فرضيّة الصّوم.. عن العبادة.. كانت الصّاعقة.. العمل عبادة.. وإفراح الأهل عبادة.. والقيام على العيال عبادة.. لكن؟ أين الصّلاة من كل هذا؟.. الصّلاة بعد الإفطار وغسل المواعين وتقديم الشاميّة والزّلابية وثلاث حلقات من مسلسلات وأربع كاميرات خفيّة وفيلم.. أو قل غدا صباحا!!.. فالصّلاة في أوائل رمضان بالدّين، وفي باقي الشّهر فلا دين..
رمضان أصله عبادة.. وأداؤه بزيادة العبادة.. أمّا إن كان سببا للتّفريط في المفروض منها، فليس هو رمضان شهر الله..
طاجين الحلو نحبّه جميعا في رمضان، لكنّه لن يغني عنّا شيئا إذا كان رمضان أصلا غير حلو البتة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق