العام الجديد 2017

رأس السنة ومشية الغراب
أتذكر عندما كنا صغارا، أن العام الجديد كان ضمن عطلة الشتاء التي نقضيها في اللعب والتسكع وانتظار الناير ببلوطه وحلاوته ودراجيه وشرشمه! لم أكن أعرف حينها بيشا ولا نويلا ولا كريسمسا!
والبارحة وأنا استمع إلى الأخبار في بلدي.. هالني أن الكل يتكلم عن التحضير لرأس السنة، وكنت أحسب أن التحضير يقتصر على الحلوى وأشرطة التلفاز التي تعدد أحداث العام ومقالب الكواليس والمضحكات من التصوير والمونتاج.. أما أن يكون التحضير بنشر الشرطة والدرك لتأمين الاحتفال فهذا ما لم أكن أنتظره أبدا؟!
لقد كنت ألاحظ ذلك في بلاد الغرب عندما أمضيت هناك بعض السنوات لأنهم في رأس السنة يسكرون ويعربدون، فتقع الحوادث وتتطور الأمور إلى الشجارات والاعتداءات، فلابد من الشرطة والدرك للتحكم في السكارى والمنحرفين..
ولكن ماذا عن بلدي؟ البلد المسلم الذي يدين أهله بالإسلام ونتشدق فيه بالأخلاق والعفة والحشمة؟ تكلمت الصحافة على تكثيف الأمن عبر الطرقات، وعن المداهمات، وقالت إن رأس السنة يستدعى ذلك.. لكنها سكتت عن السبب؟؟ فلماذا السكوت عن السبب؟؟
أنجاهر بالاحتفال بعيد ما أنزل الله به من سلطان، ونجاهر بحجز الأماكن في الملاهي والمراقص، ونخجل من أن نعلن أن السكر والعربدة صارت من المباحات عندنا، ونحتاج فقط إلى تأطيرها لكي لا تتجاوز الحد؟!
الفرق بين الأخلاق والفساد بين واضح جلي، وهو عنوان الهوية والانتماء، أما أن نميز في الأخلاق بين ماهو صالح وطالح، وأن نختار من الفساد بين ما هو مقبول وغير مقبول، فهو التخبط والتكرفيس بعينه.. هو الاستهبال والاستحمار الذي ما بعده استحمار.