مع انفضاض موائد الإفطار.. يبدأ ليل رمضان التي يمتدّ إلى الفجر.. فيه صياح الصّبية في الشوارع ولعبهم وجريهم ولهوهم.. وفيه أصوات التّجار والباعة بملابس العيد والأواني والفّخار.. وفيه أصوات الشّباب على المقاهي وفي الأزقّة وعلى قارعة الطّرقات..
فيه المسلسلات الرّمضانية العارية الكاسية.. وفيه الجلسات البيتيّة الشّامية والزّلابيّة.. وفيه الخيم الرّمضانية والشيشة التّفّاحيّة والقرنفليّة..
فيه أضواء لا تنطفئ إلّا بعد الفجر.. وفيه ضوضاء لا تهدأ إلا عند الصّبح.. وفيه جري وعدو وركض بين أكل وشرب ودخان وشَّمَّة..
فيه برامج ثقافيّة وترفيهيّة.. فيه مسرح ومسرحيّات.. فيه قاعة وغناء وسَهَرَات..
سهريّات رمضان مبدؤها بعد المغرب ومنتهاها بعد الفجر.. في ليال من خير ليالي العام.. ولها من العبادة والصّلاة النّذر اليسير.. صلاة التّراويح.. وحبّذا لو كانت بحزب واحد بدل الحزبين.. لأنّنا متعبون ونحتاج للنّوم في هذا اللّيل القصير لكي نستطيع الذّهاب لأعمالنا غدا فنؤدّيها على أكمل وجه.. لأنّ العمل عبادة..!؟
التّراويح متعبة وشاقّة.. لكنّ السّهر مع الضّيوف أو كالضّيوف لساعات اللّيل المتأخّرة ليس متعبا.. والجلوس على المقاهي على أنغام الرّاي والشّعبي والحوزي ليس متعبا.. والمشي على شاطئ البحر وقرمشة المكسّرات ليس متعبا.. نسأل الله الهداية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق