إنّ للمعصية سحر وحسرة وندامة وعقاب، ليس للّذة فيها مكان.. فالعاصي يهيج ويشتاق للمعصية لأنّ لها سحرا وبريقا.. حنينا لما أتى أو رغبة فيما يأتي.. ثم يحسّ بالحسرة على ما فرّط وما ضيّع من وقت فيها.. ثم يندم أشدّ النّدم عندما يتذّكر أو يُذَكَّرُ أو يلقى الله.. ثمّ يذوق العذاب إذا لم يرجع ويتب.. فما محلّ لحظات المعصية في كلّ ذلك؟؟؟
أما أبصرت الطّفل الصغير يقفز ويَتَنَطَّطُ أمام لعبة رآها عند ابن عمّه أو في التّلفاز أو في واجهة المحلّ.. ويبكي الأيّام حتّى تشتريها له.. ثمّ بعد لحظات يرمي بها وقد حطّمها ويستقبل ألعابه الأخرى القديمة أو يبكي على أخرى جديدة.. فحالك مع المعصية كهذا الطّفل.. لذّتك بهته كفَرَحِهِ بتلك.. لحظات بلحظات.. وماذا يبقى.. لعبة مكسورة ونفس مثلومة.. وماذا كان قبلها.. بكاء وصراع وأخذ وردّ..
فالعبرة ليست بالمعصية.. العبرة بقوّتك على مقاومة سحرها ودفع حسرتها وندامتها.. فأدرك الحقيقة كاملةً وشكل الصورة واضحةً.. ماذا تساوي تلك اللحظات..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق