في صلاة الجمعة، أخبرنا الإمام أن الزّرابي الجديدة النّاعمة البرّاقة التي تفوح منها رائحة المسك قد تبرّع بها مُحسن لوجه الله تعالى.. والتَمَسَ مِنَّا أن نُحافظ عليها، ونَعتَنِي بنظافتها لكي تدوم ويدوم صَلَاحُها.. وطلب منّا أن نَتَجَّنَّبَ جَلبَ وشُربَ الحليب في رمضان، ومن شاء أن يُفطر في المسجد، فليُفطر على تَمَرات ويَضَع النَّوى في جيبه حتّى لا يُوَسِّخَ بيت الله.. لأنّهم.. وعندما أزالوا الزّرابي القديمة.. قد وجدوا عجبا..
لقد وجدوا نوى التّمر تحت الزّرابي.. المُسلم يصوم طاعة لله، ويصلّي المغرب في جماعة في بيت من بيوت الله.. ويُفطِر على تَمر اتّباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثمّ يُخّبِّي النّواة تحت زربيّة بيت الله !!!
لقد وجدوا أغلفة السّكاكر والحلوى.. ليغزو النّمل بيت الله ويَسرَحَ على رقاب المصلّين..
لقد وجدوا أظافر مُقَلَّمة تحت الزّرابي.. فالمسلم يأتي إلى بيت الله غير مكتمل الطّهارة والنّظافة، ليُكمِل ما بقي من نَظَافَته فيما يجب أن يكون أطهر مكان في الحيّ.. فيُقَلِّمُ أظافره ويضعها تحت الزّرابي..
إلى هنا والأمر صار للأسف مألوفا.. ولكن اسمع إلى ما هو آت.. لقد وجدوا الشَّمَّةَ تحت زرابيّ المسجد.. المُسلم يأتي إلى المسجد وهو واضع للشَّمَّةِ (والشّمّة لمن لا يعرفها، نوع من التّبغ تُوضَعُ في الفم، حتّى إذا ذهبت لذّتها وصارت عَفَنًا ونَجَسًا، أُلقِي بها ووُضِعَت غيرُها).. يأتي واضعا للشّمّة ثمّ يضعُها عندما يريد الصّلاة تحت الزّربية..
هذا هو مسلم القرن الواحد والعشرين.. مسلم الحضارة والفكر والفلسفة.. مسلم الحرية والرشاد والتطور.. لو كان الأمر معزولا لقلنا إن الأمر عادي.. والبشر فيهم وفيهم.. أمّا أن تمتلئ أكياس القمامة من مخابئ الزّرابي في المساجد.. فهذا لعمري ناقوس الخطر ودليل التّخلف.. والجواب على كلّ من سأل: لماذا لم يَتْنَحَّاوْ قاع؟ لأنَّنَا لازم نَتْنَقَّاوْ قاع!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق