مع رفع أذان العصر.. تبلغ القلوب الحناجر.. وتزداد في الدّماء والعروق نسبة الأدرنالين والتيستوستيرون وكروموزوم البوكيمون.. وترى النّاس وقد علا صوتها وتحرّكت أيديها وأرجلها في كلّ الاتّجاهات..
فالعدّ التّنازلي بدأ.. والجوع قد أخذ من النّاس كلّ مأخذ.. والنّاس بين هبوط في السّكر.. وهبوط في الدّم.. وهبوط في الأخلاق..
فهذا قد استثقل الانتظار وأراد التّعدي على دور الآخرين.. وهذا قد نَرفَزَه البائع أو الشّاري.. وهذا قد أغضبه صياح الأطفال أو الكبار..
وكلّ قد علم سُبَابَه وشَتمَه.. تبدأ بكلام قاسٍ.. ثم بعبارة جارحة.. ثم بسبّ الأمّ أو الأب.. وسبّ الدّين والذّات الإلهيّة بالمناسبة.. لتنطلق بصقة من هنا وصفعة من هناك.. وتنتهي بمعركة وربّما سلّت السّيوف والخناجر..
تشير الدّراسات غير الموثوقة إلى أنّ مرحلة ما بعد العصر في رمضان، هي أخطر الأزمنة على المتجوّلين في الأسواق.. وتعدّ أخطر بعشر مرّات من زمن القصف الألماني لبريطانيا في الحرب العالميّة الثّانية..
عندها تبدأ رحلة الّنجاة والبحث عن المخرج.. مع اقتراب المغرب شيئا فشيئا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق