لا يختلف اثنان ممّن أنعم الله عليهم بنعمة العقل أنّ كورونا وغيره من الفيروسات من البلاء! وأنّ البلاء يقع امتحانا وعقابا.. وأنّه يرفع بالدّعاء والصّدقة..
فلماذا يشمئزّ البعض من هذا الكلام؟ أولسنا في زمن من أقبح الأزمان فجرا وعهرا عبر التاريخ؟ أليس الشّذوذ صار مباحا حلالا في أغلب بقاع الأرض.. وصار مسكوتا عنه عند الباقي.. أليس الرّبا وأكل أموال النّاس ظلما من أرباب البنوك وأرباب المال وأرباب السّلطة صار اقتصادا وسوقا وتجارة عند المسلمين والكافرين على حدّ سواء ؟ أليس حقّ الوصول إلى المرأة صار مكفولا بالدّساتير والقوانين والأعراف؟ وبعد كلّ هذا نقول لما العذاب ولما البلاء؟
لقد جرّت العولمة الحيّز الفردي على الجماعي، وخلطت النّفس بالأهل والأصحاب، وردّت قضايا الأمّة إلى الأفراد وحاجيّات الأفراد إلى الأمّة حتّى صار الفساد طريقه أسهل من طريق الإصلاح لأنّ الشّهوات الشّخصية والجمعية قد تكاثفت واتّحدت وأزّت بعضها بعضا، وأمّا الإصلاح فإنّه قد بقي على حاله في فضاءات متعدّدة وكلّ واحد ينأى بنفسه عن الآخر ويرى الإصلاح فيه هو لوحده..
إنّ أكبر رجوع إلى الله هو أن نحارب الفساد جمعا كما يحاربنا جمعا.. فيجتهد كلّ منّا بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في حيّزه دون أن يسفّه مصلحا في مضمار آخر أو قائما على ثغر ثالث..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق