علّمنا طوفان الأقصى أننا لسنا بدعا في التاريخ.. ولا خارج بحر الأحداث على مرّ السّنين والأزمان..
لقد توهّمنا أنّ الذّلّة والمسكنة التي ضُربت علينا وعلى حُكّامنا ومن قبل ذلك على عقولنا وأفكارنا وحتى أحلامنا، توّهمنا أنها سرمديّه أزليّة أبدية..
وتوّهمنا أن علاقه الاستعباد والخنوع التي تربطنا بالعالم الغربي إنّما هي قضاء وسنّة وطبيعة راسخة جامدة محتومة.. لا رادّ لها ولا مغيّر لها..
لقد توهّمنا أنّ أيّ إراده للتّغيير والتّبديل ورفع الظلم، إنّما هي شطحة خيال أو لوثة جنون أو ضرب من الخيال..
ثمّ جاء طوفان الأقصى.. ليعلّمنا أنّنا من نصنع التّاريخ بأيدينا وأن التّاريخ وإن كان قدرا محتوما من عند الله فقد جعل الله لنا سُنَنًا لنكسب بها أفعالنا ونصنع بها أمجادنا أو نهوي بها في غيابات الذلّ والهوان.
ثمّ جاء طوفان الأقصى.. ليعلّمنا أن التّاريخ يتبدّل وأنّه متغيّر وأن دوام الحال من المحال وأنّما الاعتقاد بأنّ الزّمن ساكن هو مجرّد قابلية مقيتة للهوان وسكون إلى العيش الذليل..
ثمّ جاء طوفان الأقصى.. ليعلّمنا أن أوهام الجبر والاضطرار أكبر سلاح يحاربنا به أعدائنا فيصنعون لنا به أصناما يغرسونها في عقولنا نعبدها فتحجبنا عن الواقع.. وما إن نكسر هذه الأصنام فإننا سنذهل بحقيقه الواقع.. عدوّ جبان وجيش خوّار وأبطال من ورق..
ثمّ جاء طوفان الأقصى.. ليعلّمنا أننا أقوياء وأذكياء وأبطال وإن حُرمنا المال والطّعام.. فالقوّة والبطولة إنّما هي نيّة وعزيمة إن وُجدت رضخ المال والعلم والطّعام، وإن فقدت لم ينفع مال قارون ولا ملك فرعون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق