قرأت مرّة كيف وصف أحدهم عقارب السّاعة في رمضان.. وكيف أنّها تتأثّر بالصّيام.. فهي نشيطة تجري كالسحاب حتّى منتصف النّهار.. ثمّ تظهر عليها علامات التّعب فتتباطؤ كجري الطّفل الصغير حتى بُعَيدَ العصر.. ثمّ تُنهَكُ وتخور قواها لتَحبوَ حتّى قُبيلَ المغرب.. عندها تصاب بالإغماء.. لتُدفع إلى الأذان دفعا فتُحس الدّقائق الّتي تسبق الأذان كأيّام.. ثمّ تنشط بطريقة عجيبة بعد الأذان فلا تجد نفسك إلاّ وقد استفقت بعد إغماء السّحور!؟
والحقيقة أن السّاعة وإن كانت وفق الفيزياء والطبيعة والقياس واحدة، مع اعتراض بعض أهل النسبيّة على ذلك؟!.. إلاّ أنّها وفق الاستعمال البشري ونواميس الانتظار والتّرقب مختلفة جدّا.. فالصّائم لربّه يجد يومه قصيرا عن العمل والعبادة والطّاعة.. ينقضي يومه وهو عنه راض.. أمّا الصّائم عن الأكل فيومه بعدد قَرقَرَاتِ بطنه.. كلّ قَرقَرَةٍ بِسَنَة!.. لا يُعينُه في ذلك إلا النّوم أو اللّعب..
وكذلك القائم لربّه، يقضي ليلته بين أكل وشرب وصلاة ودعاء..ونوم!.. لكلّ ذلك مُتَّسَعٌ ومكان.. أمّا المحتفل بأكله وشربه مُنتقِما من يومه الجافّ والنّاشف.. فلا يكاد يلهو أو يلعب قليلا.. إلاّ وتباشير الصّباح قد لاحت.. وذهب عن هذا وذاك نفس الوقت بحساب السّاعاتي.. ولكنّ الحساب عند أهل التّدبير حساب آخر..
فأي الفريقين أهدى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق