عندما تقصدني في مصلحة، وتكون هذه المصلحة غير شرعيّة أو غير قانونيّة، فلا تندهش إذا رفضت ذلك، ولا يجوز لك أن تهجرني أو تخاصمني في ذلك! بل وعليك أن تشكرني لتكبّدي عناء المداراة وبذل الجهد للبحث عن الرّدود اللّبقة والمهذّبة والتّهرب بلياقة وأدب!!.. عوض إسماعك ما لا يرضيك أو رميك بما تطاله يدي، بسبب ظنّك المشين بي واعتقادك أنّي فاسد مثلك!!؟
ولا يحقّ لك بأيّ وجه من الوجوه أن تعتقد أنّي برفضي قضاء حاجتك في غضب الله وخرق القانون هو لحقد أو لحسد أو لشرّ دفين فِيَّ أو لكرهي لك ولبغضك!! ولست بذلك أقطع رحمي أو أُخلِي محيطي من الأحباب أو أعزل نفسي وأُهلِك نفسي بالدّفع بالسّيّء عند من قد أحتاجُه يوما لقضاء حاجة أو تسوية مصلحة ما.. ليس هذا من الحقيقة في شيء!!!
واعلم أنّك إذا منعتني حقّي يوما أو عطّلت حاجة لي فيها صلاح أو خير في يوم ما، فإنّك قد خرجت من دائرة الفساد إلى الإفساد.. فبعد أن منعتُ عنك ومنعتُك من الفساد يوما، ها أنت تُفسد في الأرض اليوم بإغلاق أبواب الخير عوض فتحها، وفتح أبواب الشرّ عوض غلقها.. فحاجتك كانت فاسدة، وحاجتي عندك حقّ وخير وصلاح..
وإذا أردت الخير حقّا، فلك أن نتصحني وتبيّن لي وجه الفساد في حاجتي إن رأيت فسادا، ولك أن تسعى بذلك عند من ينصحني ويردّ بي، وإذا تبيّن لي الحقّ فسأرجع إليه أو أكون فاسدا ومُفسدا وقد حقّ علي الهجر والقطع.. أمّا أن تمنعني حقّي لأنّي منعتك حيفا وجورا وظلما.. فلعمري ذلك هو الظّلم المبين!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق