علّمتنا الحياة أن النّاس يحبّون الصّالح ويبغضون المُصلح، لأنّ الصّالح في نفسه يعود صلاحُه على من حوله، أمّا المُصلح فإنّه يكشف عورات من حوله بدعوته للإصلاح، فيكره النّاس فيه تذكيرُهم إيّاهُ بعُيُوبهم..
وإنّ ممّا يحزّ في النّفس أنّ النّاس أصبحت تميل للصّلاح لا إلى الإصلاح، فتراهم منهمكين في عباداتهم القاصرة (وهي مشروعة ومطلوبة ومأجورة إن شاء الله) مُتَحِرِّجِين من الأعمال المتعدّية من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتحريض على الخير.. لأنّ فيه مجلبة للنّقد والتّعيير ومباعدة للأصحاب والأحباب..
الصّلاح أساس لصلاح أكبر، فالمجتمع الصّالح لا يصلح إلا بصلاح أفراده.. لكنّ هذا الصّلاح له أعداء وتَحُفُّهُ مخاطر نفسيّة وبشريّة وإجتماعيّة.. وتَخَطِّيها واحتواءها لا يكون إلاّ بالإصلاح وتعدّي الصّلاح إلى الآخر.. فالماء الطّاهر لن يبقى على طُهره في الكنيف المتّسخ وإن سلم لونه وطعمه فلن يسلم ريحه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق