كثيرا ما نرى في مجتمعنا متحجبات يتصرفن بوقاحة وخروج عن الأدب أحيانا، وملتحين يتفوهون بكلام بذيئ ويقومون بأفعال منافية للأخلاق، أو شيوخا يصدر منهم قول شائن أو فعل مذموم.. والحقيقة أن هذا ليس خاصا بمجتمعنا، بل هو ديدن كل المجتمعات، وخليقة كل البشر من زمن سيدنا آدم، إنه الإنسان الخطاء!
المشكلة لدينا أننا ننظر إلى الملتحي على أنه نبي مرسل، وإلى المحجبة على أنها مريم العذراء، وبالمخالفة ننظر إلى المتبرجة على أنها الخطائة الملعونة وإلى المتبرج على أنه شيطان الإنس؟ فمن أين لنا بهذا وكيف ينظر العقل السوي إلى الناس بما يلبسون؟
الحقيقة أن الملتزمة باللباس الشرعي أو الملتزم به اختارت أو اختار سلوكا في اللباس تراه أو يراه صائبا وفق عقيدة صحيحة، وهو محمود وله الحرية في ذلك، ولا ينبغي أن يتعدى بنا التحليل والتفلسف إلى أبعد من ذلك، فخلقه ومعدنه يترجمه عمله وقوله لا أقمشة مفصلة على جسده.
وليس لنا أن ننتظر منه أن يكون نبيا معصوما أو ملكا منزلا، كما لا ينبغي لنا أن نطالبه بخلع هندامه لأن سلوكا طائشا أو كلاما ما صدر منه!
علينا أن نرقى بعلاقاتنا فوق مستوى الأقمشة، ونخاطب العقول، ونطلب معدن الناس في أقوالهم وأفعالهم بمعاشرتهم، فالبصر بالعين قاصر وليس بالميزان القويم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق