لا أظنّ أنّ صيامنا يذكّرنا بالفقراء.. الفقير الذي لا يجد قوت يومه.. ويُخفي فقره عن النّاس فيظهر بلباس متواضع والجوع قد نال منه وربّما لم يذق الطّعام ليوم أو أكثر.. أو الفقير الذي يقتات على خبز وماء.. أو الفقير الذي لا يجد الّلحم إلا هديّة يوم العيد..
هل نصوم ونحس بجوعه؟ فهو لا يشتري نصف السوق ويملأ بيته برائحة اللحم طول اليوم فيُشبع أنفَه قبل الإفطار وبطنَه بَعده.. ثم ينقلب بعد الإفطار على بطنه من التخمة.. هو لا يمضي نهاره نائما لأنه يَكِدُّ ليفطر على شربة ماء أو قطعة خبز.. هو لا يقلّب القنوات ويمضي نهاره على الأنترنيت لأنّه لا يملك هاتفا أرضيا أصلا، وإن عاد إلى بيته فلِيرتاح دقائق قبل المغرب..
إذا كُنتَ لا تجد لك من هؤلاء نصيبا فاعلم أنّك لستَ فقيرا ولا تعرف للفقر معنى..
وإذا كنت تقول أنّه لا يوجد من يَرُدُّ فقيرا فموائد الرحمن مفتوحة والخبّازون لا ينهرون فقيرا عن قطعة خبز.. فَلستُ عن هؤلاء أُحَدّثُك.. إنهم الذين لا يسألون الناس.. ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف..
فإذا وقفت على أحد منهم، فلا تفوّت عليك أجر الصدقة في رمضان.. فعليهم أنفق كل مالك ولا تتحسّر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق