عن التراويح أحدثكم..

من مظاهر تخلّفنا وانحدارنا في قعر وادي الظّلام.. ابتِعَاثُنا لدِينٍ جديد مُنمّق مُتبرّج مُنسّق بطلاء لماّع ودهان برّاق.. إنّه الحسنة النّظيفة الجميلة البعيدة عن العرق والكد والمصابرة..
فمن كل العقائد والفقه والأخلاق التّي جاء بها ديننا الحنيف.. لا يحلوا لنا إلا الفروع دون الأصول والحواشي والهوامش دون القلب..
فإذا تغيّبت عن صلاة التّراويح فرُبّما بَطُلَ صيامك.. وإذا لم تزاحم النّاس على القارئ الشّجي البَّكَّاء النّديّ واكتفيت بالصّلاة عند إمام الحيّ مع العجائز فلماذا تصلي؟؟ وكيف تسمّيها تراويح؟!!.. فالتّراويح هي العبادة الأولى ودونها دخول جهنّم.. وياحبّذا لو لبست سُعُودِيّا أومِصريّا.. واكتَحلتَ وتَمَسَّكت.. وبكيت.. لقد وجبت لك الجنّة! ولو تخلّفت عن كل فرائض اليوم.. ولو سببت وشتمت وغششت في عملك وأكلت مال النّاس واغتبتهم بين كل ترويحتين!.. فكلّ ذلك ليس من الدّين في شيئ.. وتُكَفِّرُهُ ركعة في الجامع القطب مع دمعتين.. وليتها دمعتين على آية وُعِيدٍ أو آية عذاب.. بل دمعتين على دُعاءٍ لم يرد به الأثر وربّما كان فيه كفر بواح!؟
لا يهمّنا قلبك أو معاملتك أوتفانيك في عملك أو كفّك أذاك عن النّاس.. ما دُمت لست في واجهة التّراويح أو واجهة العِيد.. فأنت "ناس ملاح" لكنّك لست مُتَدَيِّنا؟؟ أمّا لو كنت عكس ذلك.. فأنت شيخ!.. ولو رأيناك تزني على قارعة الطريق..!!!
إنّه الدّين الجديد الذي جعل دعاء المليار من النّاس لا يحرك في إسرائيل شعرة أو ظفرا..
إسلام معتدل في زمن التطرف..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق