في رمضان.. يقضي بعض النّاس نهارهم أو جُلَّه وهم نائمون.. وكثيرا ما نسمع ونقرأ عن فضائل الصيام وأجر العاملين في رمضان.. وكيف أن النّوم نهارا يغيّر السّاعة البيولوجية ويسبّب اضطرابات في النّوم الطّبيعي ليلا وفي السّلوكات ويؤدّي إلى العدوانيّة والتّعب و.. و.. و..
ولكن؟ هذا حال من أراد الصّيام.. وأراد العيش بسلام.. وأراد صحة وعافية واطمئنان!!.. أمّا من لا يحلو له العيش إلا ضنكا.. ولا يطيب له المقام إلا وسط الفوضى والنّزاع والصّياح والضُّبَاح.. ولا يستطيب الناّس إلا ضاربين أو مضروبين.. مُكَدَّرِين مُعذَّبِين أو مُعَذِّبِين.. فهل ننصح هذا بالنّشاط في رمضان وعدم النّوم نهارا..؟؟!
مثل هؤلاء لم يفقهوا حقيقة العيش والمشاركة والحياة أصلا.. فهل لهم فقه بالصيّام والعبادة وحكمتها ومقاصدها!؟!.. فمقصدهم في هذه الدّنيا واحد.. مُنَاكَشَةُ خلق الله ولو أمواتا بنبش قبورهم!!.. فلا تراهم في محلّ إلاّ مُنَاكِفِين للبائع أو مُتَغَلِّظِين على المُشترِي.. ولا تراهم في الشّارع إلاّ مُقَلِّبِين أبصارَهم مُستأذِبِين على عابِرٍ هُنا أو مَاشِيةٍ هُناك.. ولا تراهم في بيوتهم إلا مُتَأَفِّفِين على آبائهم أومُستَقوِين على زوجاتهم أو مُنزِلِين أشدّ العذاب على أولادهم..
لكلّ هؤلاء.. ناموا تصحّوا.. ولو استطعتم إلى النوم الأبدي السرمدي سبيلا.. فلا تستيقظوا.. ما فاز إلا النُّوَّمُ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق