صرنا لا نحسّ بالجوع في رمضان، أصبحنا نأكل أكثر فأكثر على الإفطار.. صار السّحور دَسِماً أكثر، ولا فقدان للشّهيّة بعد صلاة التّراويح..
تعوّدت أجسامنا على الصيّام.. وأصبح الانقطاع عن الطّعام عادة أكثر منه مصابرة ومكابرة.. اختفت مظاهر الشّهوة الجامحة عند رؤية الزّلابيّة نهارا.. لقد تعوّدنا عليها.. واقتنع البطن الباطن أن مآلها إليه بعد الأذان..!
للجسم قدرة عجيبة على التكيّف.. وللعقل كذلك.. الصّيام أوّل رمضان صعب وثقيل.. لكنّه في هذه الأيّام أضحى جزءا منّا.. أَلِفنَاه وتعوّدنا عليه..
كذلك حالنا مع كلّ شيء جديد.. نستثقله، نتحمّله، نصبر عليه، ثمّ نعتاده ونتعوّد عليه، وفي الأخير سَنُحِبُّه، ونتمى عدم زواله!!.. إنّه التّغيير عدوّ الإنسان..
وإذا كان هذا التعوّد محمود لأنّه على العبادة والطاعة.. فهناك تعود مذموم لإنّه على الذّلة والمهانة..
فرؤيتنا لأطفال فلسطين والعراق ولبنان كانت تحزّ في نفوسنا ونحن أطفال صغار.. فنتكتب وندعو ونتأثّر وربّما نبكي.. أمّا اليوم فقد تعوّدنا على ذلك وزدنا عليه سوريا وليبيا واليمن.. وصار ذلك أمرا عاديّا وعادة مألوفة..
وأخشى ما أخشاه.. أن نحبّ ذلك يوما..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق