الكتاب موضوع التدوينة كتاب فقه، وهو رسالة بسيطة فيها إجابات عن ثلاثة أسئلة لمحمد يحيى بن محمد المختار الوالاتي مع تحقيق الدكتور أحسن زقور من جامعة وهران. وموضوعها دقيق مفيد لأهل العلم وطلبة الفقه والأصول، ليس المقام هنا لعرضه أو مناقشته. وإنما أردت الكتابة عنه لاستعراض بعض الملابسات المتعلقة بالمؤلف والسياق.
المؤلف من علماء المغرب الإسلامي، صاحب مؤلفات عديدة لازالت حبيسة رفوف الزوايا تنتظر من يحققها ويخرجها للطلبة والباحثين، وهو شخصية فذة استوقفني ما نقله عنه المحقق حين قال: "إن ضوء النهار أعز من أن يستغل في غير قراءة الكتب". وهذا القول يطلعنا على حرص علماءنا على تحصيل المعرفة، وحياته اليومية كانت شاهدة على ذلك.
والشيخ الوالاتي ليس ببعيد عنا حتى نقول إنه من السلف أو من الزمن الأول وإنما عاش في القرن الماضي فقط.
ومما نقف عنده أيضا حرص هذا الطراز من العلماء على توثيق علومهم ونشرها، فكان هذا الكم الهائل من التراث الفقهي والمعرفي لدينا. وهو ما نراه غائبا عنا للأسف الشديد، فنجد طلابنا وعلماءنا بين محصل للعلم من أجل الدنيا بلا حظ من الإفادة والتبليغ والتوثيق، وهؤلاء الغالبية من أصحاب المعاشات والوظائف، وبين محصل للعلم ومتبحر فيه لكن حظه من التأليف والتوثيق ضعيف لتقاعس أو إهمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق