المطبخ تحت الحصار

مع اقتراب العيدـ أَهَلَّهُ الله علينا جميعا بالعافية، أُغلقت منافذ المطبخ واستُنفِرَت جميع نسوة الدّار لإعداد الحلوى.. فالطّحين يحاصر المكان، وحرارة الفُرن وزيت المقلاة تحاصر الداخل وتمنعه من الاقتراب للضّرورة الحلوانيّة..
نعم.. هناك فرق بين حلويّات اليوم وحلويّات البارحة، لكن الجوّ هُوَ هُوَ.. تعب نهارا، وشكوى ليلا، ووعود بعدم تكرار ذلك، وتعهّدات بصناعة نوع أو نوعين فقط العام المقبل، أو شراء الحلوى بدل صنعها في المنازل.. كلّها وعود تتسلّق الجدران وتضمحلّ مع هلال الشّهر في العام المقبل لمن كتب الله له شهودَه..
هي عادات حميدة، احتفال بعيد من أعياد الله التي شرعها وأقرّها.. فرح للأهل واستقبال للضّيوف وإكرام للأحباب.. وحتّى تعب أمّهتنا  وزوجاتنا وأَخَوَاتنا وبناتنا ينبغي أن يُوَجَّهَ للشّكر لا للشّكوى بمساعدتهنّ وتذكيرهنّ بأنّ هذا الاحتفال إنّما هو لشعيرة من شعائر الله..
تعب ينبغي ألاّ يدخل حدّ المغالاة والتّبذير.. وألاّ ننسى منه من ضاقت عليه الدّنيا وعجز عنه..
كلّ عام ومطابخكم عامرة في الأعياد شكرا لله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق