كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها.. أمّا نحن فنجتهد فيها دون غيرها.. وشتّان بين الاجتهادين!.. أن ندرك أن الله معبود سائر الأوقات وفي كل مكان، إلاّ أنه زاد الفضل في بعض البقاع، وفي بعض الأوقات، فهذا أمر مقبول.. أمّا أن نعبد الله في المواسم والأعياد وعند الحرم.. ثم نعصيه باقي الأيام، وفي كل شبر من الأرض.. فهذه تجارة خاسرة بوار لا ربح فيها..
سمعت عن موظّف ترك مكتبه والنّاس قيام من الصّباح إلى المساء حوائجهم لا تقضى ولا يقضى عليها.. لأنّه لا يعمل في العشر الأواخر من رمضان لأنّه يعتكف ويجتهد فيها..
وسمعت عن طبيب يأتي متأخّرا، ويخرج قبل الدّوام ويحث الممرّضين على زحلقة المرضى لما بعد العيد لأنه يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويلتزم المسجد ليلا، فلا يقوى على العمل نهارا..
الاجتهاد في الطّاعة لا يكون إلاّ من الفرائض للنّوافل.. أما قلب البوصلة وبدء الاجتهاد بالنّوافل طمعا في الوصول إلى الفرائض فغايته تضييع الفرائض والنوافل معا..
أداء حقّ العمل والعمل بالأجرة على تمامها ركن من أركان هذا الدّين.. فكيف بمن ضيّع ركنا من أركان الدّين أن يأتي بالنّوافل من قيام واعتكاف وجوار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق