كانوا يجتمعون على تمر أو قصعة لبن يتناولونها الواحد تلو الآخر، ثم يمضون كلّ واحد إلى شغله.. وأشغالهم تجارة يديرونها أو حياكة أو نجارة أو زراعة.. يأتيهم رمضان فلا يتغيّر شيئ.. يقضون صلاتهم ثم يمضون إلى أشغالهم.. يُفطرون على تمر أو لبن أو ماء.. أو أكثر من ذلك لمن له ذلك.. ثم ينشغلون بذكر وصلاة ودعاء.. وإذا دعا داعي الجهاد أو الدّعوة لبّوا.. كانوا يتحلّقون حول آية أو ذكر أو علم.. أو طعام.. كانو يتحلّقون حول نبيّهم.. كانت لهم حِلَق لا تعرف رمضان إلى كما تعرفه بطونهم..
ليست لنا حِلَق كحِلَقِهم.. فنحن لا نَتَحَلَّقُ إلا لتصوير مصيبة أو النّظر إليها.. لكن لدينا حَلَقَات.. حَلَقَات نعرفها في رمضان.. لا نستطيع تركها حتّى للصلاة!.. فربما تزوج أَبُو كُعَالَةَ من أُمِّ الخُدُودِ في هذه الحلقة؟!.. ولدينا حلقات من السّخرية والسّماجة.. وأخرى من التّفاهة والوقاحة.. وحلقاتنا تعرف رمضان وتُنسَبُ إليه..
كانت لديهم حِلق.. ولدينا حَلقات.. الجذر واحد والفرع شتّان..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق