عندما نبلغ مرحلة عمرية معينة، تتشابه لدينا الأيام والسنون، ويصبح رأس السنة وذيلها سواء.. وتصير رؤوس السنين كلها كبعضها، نفس الرسائل والتمنيات من نفس الأشخاص بنفس التعليقات ونفس الردود.. قد يكون مَرَدُّ ذلك إلى تعوّد النفس على الجديد والقديم فلا القديم صار مفاجئا ولا القديم قابلا للتكرار.. فقط القديم صار مدعاة للحنين والشجن..
تتوالى ملخصات الرياضة والسياسة والفن على القنوات.. فقدنا أناسا وتعرفنا على آخرين.. تحطمت أحلام وابتكرنا أُخَر.. وبقي من رأس السنة اليوم المدفوع الأجر الذي لا نستيقظ فيه باكرا.. وللعاطلين أصلا.. لا فرق؟!
صارت الأعوام عندنا عبث وتكرار.. نُعِدُّ الحصيلة ولا يقرؤها أحد، نستعدّ للعام المقبل وهو المستقبل بتذكر العام الفارط وهو الماضي.. نهنئ أنفسنا على عام لا ندري أكان مزيدا لنا في الخير أم نقصانا.. صار رأس السنة تَجَمُّعاً لنا في مسيرة الزمن ننتشي فيه بعمر ينقص ونضحك من أنفسنا ثم يمضي كل منا إلى حال سبيله..
كل عام وأنتم بخير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق