حدثنا أحد شيوخنا عليه من الله البركات والدعوات الصالحات أن أفضل الدعاء ما كان بنية خالصة وظن صالح بالله مهما كانت صيغته ومهما كانت لغته.. ولقد أخبرنا الصادق الذي لاينطق عن الهوى أن من الدّعاء الذي يجمع خيريّ الدنيا والآخرة طلب العفو والمعافاة في الدنيا والآخرة.. وأن أفضل الفضل من الله على عبده أن يغفر له..
ويتبارى إلى ذهني تهافت الناس على تحميل أدعية كرنَّات ونغمات، وطلب أدعية الشّيخ فلان والشّيخ علان.. وحبذا لو كان الدعاء مع خلفية صوتية وصدى ومُخَشِّعات أخرى كصوت الخرير أو الصرير.. ويا حبذا لو كان في رمضان، أين نطلب المساجد التي يُحسن أئمّتها الدّعاء! وإحسانهم طبعا هو البكاء والنواح ولو كنا لا نفهم من دعائهم شيئا أهو خير أم شرّ..!
وبلغت وقاحتنا على الدعاء الذي هو مخّ العبادة وصلة العبد بربه بلا واسطة أن صار دعاؤنا بالمغفرة والعافية لا يكفينا، وصرنا نستصغره ونستهين به وهو صلاحنا إن كان صادقا بعيدا عن أعين الناس.. وصرنا نطلب مجالس الدّعاء بصيغ جميلة بعيدة ولوكانت بمعان غير سويّة لكنّها بصوت شجيّ وصدى رنّان.. وكأنّ الله لا يسمع الدّعاء إلا من هؤلاء.. مع ما فيه من الرّياء والسمعة وهي ممحقة للأجر والإجابة..
كل عام وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق