لا يمكنك زيارة مدينة بوسعادة أو الحديث عنها دون ذكر الرسام الفذ الذي أقام فيها وترك باريس إليها.. فهو الشاهد على أن هذه الواحة المتواضعة على باب الصحراء الجزائرية قد أغرت بجمالها رساما وُلد وعاش في عاصمة الفن باريس صاحبة المتاحف واللوحات النادرة.. لكنه فضل عنها واحة أقام فيها وأوصى أن يدفن فيها وقد دفن فيها، بعد أن اعتنق لغتها ودينها وجمالها..
إنه ناصر الدين ديني، وإن كنا ممن يتفقون مع مذهبه في الفن أو نختلف، وإن كنا ممن يوافقون على رسوماته أو نختلف.. فإننا ولا شك، نقر بأنه علم من أعلام الجزائر وإن لم يولد فيها.. لكنه عانق لغتها ودينها وأحب أرضها وأوصى أن يدفن فيها بعد أن عاش بين أهلها معبرا عنهم لا مغتصبا لأرضهم أو محتقرا لثقافتهم.. بل ساهم في نشر ثقافتهم وتخليد حياتهم برسوماته ولوحاته خاصة ما كان منها بعد إسلامه..
لقد ارتبط ناصر الدين ديني بالمنطقة وأعيانها، وله إلى اليوم لوحة رسمها للشيخ محمد بن أبي القاسم الحسني مؤسس الزاوية الشهيرة في ضاحية بوسعادة.. وله لوحات تقَصَّت كل مناحي الحياة الجزائرية من صلاة وتحر للهلال وغسل ولهو ورواح للكُتَّاب ورعي..
بيته الذي تحول إلى متحف لا زال يحتفظ برونق وسكينة خاصة تنقلك للقرن التاسع عشر حيث بوسعادة واحة هادئة خلابة، والناس بين فنان ومحب للفن وطالب علم ومحب لطالب العلم ومجاهد وداعم للجهاد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق