تأسّفت أسفا شديدا وأنا أرى طبيبا حاملا لأشرف العلوم يدمى رأسه من ضرب العصا، ويُجَابَهُ بفرق التدخّل والبحث والتحرّي وكأنه مجرم صعلوك وهو لا يملك سلاحا إلا سمّاعة يتفحّص بها المرضى وقلما يكتب به الدّواء لهذا المريض..
إنّه زمن الصعاليك، حيث يُتَّقى شرّ اللّئيم ويُدارى، وتُنتهك حرمة الطّبيب والطّالب والأستاذ.. ولنكون منصفين، لا يحق لأحد ولو كان شرطيّا أن يعتدي على أحد مهما كان مستواه، أكان طبيبا أم طالبا أم بطّالا.. ولكن، عندما تهان كرامة الأستاذ والطالب والطبيب وترى الأوباش من أصحاب السّوابق واللّواحق معزَّزين مدَلَّلين، فإنّنا نسير عكس عقارب الزمن ونتقهقر إلى عصر الظلمات..
لست أدري من ألوم على هذا.. هل الشّرطي الذي يلوّح بالعصا؟ أم الطّبيب الذي أهان نفسه فترك بعضه بعضا، البعض يحتجّ والبعض الآخر يصمّ أذنه؟ أم المتفرج الذي يحقد على الطبيب والأستاذ والطالب ويقول "يستاهل!".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق