مع دخول البرمجة اللغوية العصبية وعلوم الإدارة والتدريب والإلقاء والمهارات والتنمية البشرية إلى عالمنا العربي، تحولت مجتمعاتنا إلى ساحة لكل أنواع بيع الهواء والهراء باسم التكوين والتدريب وتعلم اللغات في أسبوع وحفظ القرآن في يومين ومراجعة الدروس في ساعتين وكل ما يسيل لعاب الكسالى ويُخرج أموالهم..
لقد تخلى شبابنا عن الدراسة الحقيقية وطلب العلم الحقيقي مع كل ما يقتضيه من الجد والسهر وتنقيح المعلومات وطلب الصحيح من أهل الاختصاص ونقد المراجع وتحقيق النصوص.. تخلوا عن ذلك كله وتوجهوا للجهلاء يلخصون المعارف والعلوم في قصاصات وإشهارات حمالة أوجه بدعوى أنها أوجزت كل العلم وأحاطت به من كل وجوهه..
تخلوا عن العلم الصحيح والتكوين الشاق الذي يصنع الخبرة وينتج الممارسة السليمة القويمة واتجهوا نحو أشباه المعلمين الذين يعطونهم أشباه قواعد تخطئ وتصيب فأنتجوا ممارسة شَعوَذِية قوامها اللسان الخادع واللعب بالألفاظ لبيع الريح..
فصرنا نرى من تكوَّن يومين في ناد جمعوي يتصدر مجالس الإرشاد والتربية والتعليم لينصح أبناءنا، في حين نرى أساتذة كبارا أفنوا حياتهم في التعليم عطاءا وبذلا يُستهزأ بهم ولا حظّ لهم من العرفان إلا دنانير التقاعد العجاف..
وصار من تلقى دورة في أسماء الأعشاب والتوابل يتصدى لعلاج الأمراض والطبيب الخبير مُتهما بالجشع وجمع المال مع أننا نعطي العشاب أضعاف ما نعطي للطبيب..
كل عام وأنتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق