ومن يعظم شعائر الله (1)

أعرف عجوزا لا تحبّ الإفطار في رمضان.. فرغم كبر سنّها ومرضها الشّديد وتحذير الأطبّاء، لكنّها لا ترى نفسها تفطر في رمضان!!!.. جَرَّبَت اليوم الأوّل ثمّ الثّاني.. ثمّ أَنهَكَهَا المرض وأوقعها!.. عندها أفطرت على استحياء.. بعيدا عن أعين أولادها.. وتمنّت عليهم ألاّ يخبروا أحدا.. وأعرف شيخا كذلك.. وشيوخا وعجائز يُمضون اليوم على الفراش لكن لا يفطرون.. إنّهم يعظمون شعائر الله، ويرون انتهاك حرمة الشّهر كفرا!!
ورأيت في العام الماضي شُبَّانا بقنّينات الماء نهارا.. لأنّ أعمالهم شاقّة، ولأنّ العالم الفُلاني أفتى بجواز الإفطار لأصحاب المهن الشّاقة.. وآخر عندما خَاصَمَهُ النّاس قال لهم.. أنا مريض.. المرض عذر.. والمشقّة عذر.. لكن الأكل أمام النّاس في ساحة عامّة لاعذر له.. ولك بيت ولك مكتب ولك مساحة تختلي فيها مع نفسك..؟!
فرق بين من يرى رمضان من شعائر الله، وبين من يراه عقوبة يبحث لها عن عذر ويجاهر به وكأنّه البراءة من ذنب عظيم..
كلّ عام وأنتم بخير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق