كما أنّ الأكل المُعَلَّبَ غير صحّيّ وغير نافع ولا تتحقّق منه التّغذية السّليمة وهو مصدر الأمراض والعلل الكثيرة.. فإن الثّقافة المعلّبة أيضا غير صحّيّة وغير نافعة ولا تتحقّق منها التّغذية الفكرية السّليمة وهي مصدر الأمراض والعلل العقلية والنّفسية والفكرية..
فالثّقافة المعلّبة الجاهزة مليئة كما هو الأكل المعلّب بالموادّ الحافظة المُسرطنة التّي تجعل المنتج في ظاهره يدوم ويدوم ويدوم وهو في باطنه سمّ يتفاعل يوما بعد يوم لتخريب المادّة المغذّية القليلة النّافعة فيه.. وهي مليئة بالنّكهات الإصطناعية التي تحسبها غذاءا طبيعيّا كاملا وهي محفّزات مخبرية تجعلك تعتقد أن المادّة علميّة ونافعة وصحيحة، وهي زيف وزور وبهتان.. وهي مليئة بالملوّنات التي تنجذب إليها وترتاح لها العين والنّفس وهي في الحقيقة مكياج لمادّة لا لون ولا ريح ولا طعم لها بل هي مسخ وعدم وهراء..
كم تُسَوِّقُ لنا الأنترنيت ووسائل التّواصل من أفكار ومعلومات معلّبة نستهلكها ونعيد نشرها ونؤمن بها حتى صارت من المسلّمات وهي في حقيقة الأمر جراثيم وفيروسات تنخر عقولنا وأنفسنا وتزيد على جهلنا البسيط جهلا مركّبا هو أشنع وأفظع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق