فتوى وفتوى

تعوّد أحد معارفي على قصدي للاستفسار عن بعض الإشكالات الفقهية بين الحين والآخر.. وبين الإجابة والإحالة تنوّعت ردودي على مرّ الزّمن.. وكم كانت دهشتي حين لاحظته يسأل عن تفاصيل تنمّ عن شغفه وحرصه على الحلال والحرام، أسئلة في الفضائل والمندوبات وعن المكروهات وحتى خلاف الأولى.. وليست الدّهشة هنا، إنّما الدّهشة عندما رأيته يقع في أفعال فيها بعض الحرام البيّن، وبعد السّؤال عنها، يخبرني أنّه أفتى لنفسه لأنّ الأمر بيّن، ولا يحتاج للسّؤال..
من هنا يتذكّر كل واحد منّا أناسا يتتبّعون التّفاصيل والدّقائق في السّنن والفضائل بالسّنتيمتر والميليمتر، ويتوّرعون عن أفعال هي من الخلافيّات ومن واسع الشّرع قبل الاستفتاء وطلب المشورة والنّصح!.. أمّا عندما يتعلّق الأمر بهوى في النّفس، وشهوة كامنة، فإنّ الأمر يصبح جليّا واضحا لا يحتاج إلى استفتاء ولا استقصاء، ولو كان فيه قطع أرحام أو إثارة عصبيّة أو إيذاء مؤمن..
جميل أن نتورّع في الفضائل، لكنّ التورّع في الفضيلة لا يغني عن فعل الحرام ولا من ترك الواجب شيئا..
نسأل الله الهداية والعافية للجميع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق