عُري العقول

العُري خطيئة والتّبرج والسّفور ذنب عظيم، ويحقّ للمجتمع أن يضغط بما يقدر كي يدفع من أجل الحشمة والحياء والأدب... ولكن! ماذا لو دفع المجتمع إلى ذلك، واعتبر السّفور جريمة، وثارت ثائرته لساق مكشوفة هنا أو نحر متحرّر هناك، ولكنّه مجتمع يرى في الكذب والرّشوة والرّبا والسّحر الـمُجَمَّل بالرُّقية الشّرعية والقتل والجرح والسّرقة.. يرى في هذا كلّه ذنوبا يغفرها الله، من الصّغائر التي لا يجب الوقوف عندها، ويسامح فيها قبل أن تقع لأنّه كلّه واقع فيها؟؟؟
النّتيجة من هذا هو مجتمعات كحال مجتمعات البلاد الإسلاميّة في وقتنا الحاضر.. تديّن زائف، وسفور وقح عدوانيّ، وتجبّر طغيانيّ لأعداء الدّين، وقصور في وصول تعاليم الشّرع إلى النّخبة.. النّتيجة هي تديُّن هستيريّ يهمّه المظهر الذي يجعلنا شيوخا قبل الحقيقة التي تجعلنا عبادا ومومنين.. النّتيجة هي طقوس بروائح المسك ونعومة الدَّفَّة ومكيّفات الحرم ودموع الكاميرات جعلناها أهمّ من قيام اللّيل سرّا، وأهمّ من الصّيام بعيدا عن الإعلان، وأهمّ من أكل الطّعام البائت حتى لا يُرمى، وأهمّ من دعوة السّكير والعِريانة والمُلحد بدل سبِّهِم وشتمهم لكي نُظهر نقصهم فنكبُرَ في عيون النّاس باستصغارهم واحتقارهم.. النّتيجة حجّاج بالملايين، وداعُون بالملايير، وذلّة واستكانة ومهانة ليل نهار من شرذمة قليلة... النتيجة غثاء كغثاء اليل.. فالله المستعان!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق