قرأت خبرا قصيرا أثار دهشتي واشمئزازي في نفس الوقت.. سمعت أن كتابا صدر في الولايات المتحدة الأمريكية، بيع منه خمسون وسبعمائة ألف نسخة.. 750000 نسخة.. مليون إلاّ ربع نسخة في يومه الأوّل.. نعم! في أوّل يوم من نزوله المكتبات..
ألم تُصَدِّعُوا رُؤُوسنا أنّ الكتاب الورقي ولّى زمانه.. وأنّ الأمريكان لا يقرؤون.. وأنّهم شعب لا يعرف أين تقع أوروبّا وأفريقيا.. وأن التّكنولوجيا الحديثة هي التّكنولوجيا الرّقمية.. وأنّ آبل وأخواتها هي الحداثة والورق للتّاريخ والمتاحف..
لو أنّ هذا الكتاب صدر في أوطاننا المسلمة مجتمعة.. وهو كتاب سياسة وفكر.. لما بيع منه عُشرُ هذا العدد ولو بقي على الرّفوف مدّة مجموع سنين حكم رؤسائنا وملوكنا كلّهم أجمعين..
نحن الأمّة التي لا تقرأ.. نحن الأمّة الجاهلة التي ترمي بجهلها إلى الآخرين.. وإذا قرأنا فنحن بين تفسير الأحلام والطّبخ.. النّوم والأكل..
غفر الله لنا لما فرطنا في أول الوحي وآخره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق