سمعت نكتة قديما.. أن معلّما للصّبيان أملى عليهم نصّا فيه كلمة "الأربعاء".. فسأله تلميذ مُتَفَاهم: "همزة كلمة الأربعاء، على السّطر أم على الياء؟؟" فأجابه المعلّم الحذق الماهر المُلمّ بالكتابة: "دعك من الأربعاء، واجعله الخميس!"
وتأمّلت في حالنا هذه الأيام، فوجدت حالنا كحال هذا المعلّم، نهرب من مشاكلنا والمصاعب التي تعترضنا بتحويل مجرى الأمور ونقل المعارك والأحداث إلى مناطق نعتبرها آمنة وهي في الحقيقة خطر علينا من حيث لا ندري..
فمشاكلنا مع الأهل نحلّها بقطع العلاقة وإخراجهم من حياتنا.. ومشاكلنا مع العمل نحلّها بغيابنا وربما اسقالتنا.. ومشاكلنا مع الجيران نحلّها بالرّحيل.. ومشاكلنا مع الأزواج نحلّها بالطّلاق..
وأدهى من ذلك وأمرّ.. أساتذة الجامعات يختصرون ويغيّرون برامج التّدريس من مواضيع لا يفقهونها إلى بضعة أسطر يحفظونها مع أن المفروض أن يُطوِّرُوا أنفسهم لفهم البرامج لا تغيير البرنامج وحذف ما لم يفهموا..
إنّها حياتنا، فرار دائم من الأربعاء إلى الخميس.. وعقدة دائمة من الهمزة ووضعها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق