ورد إلى مسامعي أن في بلدنا الحبيب أطباء من الصين وكوبا والبرتغال.. لكني لم أصدق ذلك يوما! فآلاف الأطباء من بني جلدتنا يعملون في فرنسا وكندا وأمريكا، بل وسمعت أن بعضهم يعمل في ماليزيا.. فكيف أصدق أننا بحاجة للأطباء ونحن نُصَدِّرُهم!؟
لكني اليوم، ولدى توجهي إلى المستشفى لتصوير الغدة الدرقية لإحدى قريباتي، وفي أكبر مستشفى في أكبر مدينة من مدن الشمال، وجدت أطباءا يُبَرْطِمُون بالأسبانية، تبين لي لاحقا أنهم أجانب يتقاضون راتبهم ويحولونه بالأورو ليرسلوه للخارج.
ومِمَّا أدهشني أن الأطباء المختصين في هذا التصوير يتخرجون كل عام من جامعاتنا، ويُحَوَّلُونَ وُيرْسَلُونَ إلى الجنوب لأن الشمال قد اكتفى من الأطباء، والحاجة هي فقط في الهضاب والجنوب؟ مع العلم أن الهضاب والجنوب لا يوجد بهم الآلات الخاصة بهذا التصوير!؟
فهل نحمد الله على الأطباء الإسبان الذين يقومون على علاجنا فيما ندفع بأطبائنا للصحراء، ومن ثم إلى فرنسا وأسبانيا؟
وفي الأخير.. إن هو إلا تبادل للخبرات.. وحوار للحضارات لا أكثر ولا أقل.. أطباؤنا للأسبان، وأطبائهم لنا.. ومرضانا للموت والحمد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق