عجبت لوقاحة بعض النّاس ممّن ينادون بالإصلاح والتّغيير.. فالإنسان ليس كاملا ولسنا بالأنبياء ولا الملائكة.. فكلّنا فاسدون على درجات.. لأنّ ابن آدم خطّاء.. فليس عجبا أن ترى من أخطأ يوما أو أياما، فقدّم رشوة أو كذب أو سرق أو دلّس، ليس عجيبا أن تراه يطالب بالإصلاح والتّغيير لعلّه يلقى في النّظام الجديد محيطا نقيّا نظيفا يمنع عنه أسباب الإنحراف والخطأ..
أمّا أن ترى المُفسد يطالب بالإصلاح والتّغيير، فهذا هو العجب العجاب.. فكيف لمن وَطَّنَ للفساد وسَهَّل سُبُلَه وحَضَّ النّاس عليه ودَلَّهُم عليه وأثَابهم عليه أن يكون مصلحا ؟ ولست هنا أتكلّم عن السّاسة، بل عن صغار المُفسدين قدرا وأعظمهم جُرما.. الّذين لا يعرفهم الكثير.. عن الأطبّاء الذين قَنَّنُوا الرّشوة في مصالحهم بتغاضيهم أحيانا وأوامهم أحيانا أخرى، عن المعلّمين الّذين منعوا المعرفة عن تلاميذهم ما لم يسجّلوا أسماءهم ضمن قوائم الدّروس الخصوصية، عن أساتذة الجامعة الّذين شرعنوا التَّوريث في مسابقات الدّكتوراه ومسابقات التّوظيف، وعن الإطارات الذين قنّنوا الفساد في دوائرهم ثم يقولون اليوم.. نريد الإصلاح..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق