عجبا لحالنا مع القرآن! القرآن الذي أنزله الله على رسوله ليكون هدى للعالمين ودستور حياة ونورا للقلوب، فهو كتاب للأحياء ليحيوا به حياة طيبة، ويعمروا الأرض التي يورثها الله للصالحين من عباده. وهو كتاب حمل خطابا للمكلفين لإقامة شعائر الله وحد حدوده على عباده، وتنظيم شؤونهم في خصوصهم وعمومهم.
هذا الكتاب جعلناه نحن اليوم بجهلنا وتجهيلنا كتابا لكل شيء إلا للأحياء، جعلناه كتابا لطرد الجن وفك السحر ورفع المس، جعلناه كتابا يتلى على الموتى وفي المقابر، أما الأحياء فأصبحنا لا نرى فيه صلاحا لهم ولا رابطا له بهم؟!
ومما ابتلينا به في أيامنا أن صرنا نسمع عند بائع الكتب من ينصح أخاه أن يشتري مصحفا ليجعله في سيارته أو في منزله لأن حياته متعثرة وحظه عاثر.. فلابد أن به عينا أو سحرا! وصرنا نرى القراء يتصدرون المجالس في المآتم والمقابر ولا نتذكرهم إلا بهذا، حتى صرنا نسأل عند سماع القرآن: هل مات أحد؟
كان الأولى لمن تعثر حظه أن يفيد بما في القرآن ليصلح حاله دينا ودنيا، لا أن يضع رسمه في بيته وهو أبعد ما يكون عن معناه..
القرآن كتاب للحي قبل الميت، وخطاب للإنس والجن معا ليتدبروا معناه، وليتقوا الله قبل أن يأتينا اليقين.
للأسف هذا هو الواقع!
ردحذف