بعيدا عن السّياحة والملذّات والتّرفيه، أودّ الإشارة إلى ظاهرة يطّلع عليها المسافر إلى ماليزيا، وقد لمسناها أيضا في بلدان أخرى، اللّهم إلاّ بلدنا العزيز! ألا وهي تجلّي قيمة العمل في عموم الشّعب، فالنّاس منشغلون عن تتبّع بعضهم بعضا أو التّعدي عليك أو على الآخرين بنظرات مندسّة أو تحرّشات عدوانيّة لأنّهم منشغلون بأعمالهم حريصون عليها، فالباعة مشغولون بعرض بضائعهم وتزيينها واقناع السّيّاح بها من فتح المحلاّت إلى إغلاقها.. ونوادل الفندق مشغولون بالزّبائن.. وعمّال النّظافة لا يفترون عن العمل.. وهكذا حال السّواد الأعظم إلا النّذر اليسير.. فقيمة العمل تلمسها في تفاني العامل البسيط على النّظافة والخدمة في إتمام عمله وإتقانه كما تلمسها في حرص المدير وصاحب العمل على تتبّع تفاصيل شغله وإرضاء زبونه وإخراج منتوجه على أكمل وجه.. وتلمسها أيضا في معروضات السّوق التي بها درجات من البضاعة من المستوى الاقتصادي البسيط إلى المستوى الفاخر الفخم مرورا بكلّ المستويات تلبية لسعة كل جيب وحساب على عكس ما نلمس في بلدنا للأسف من تردّي البضاعة كلّها من رخيصها إلى غاليها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق